أصبحوا لا يعلمون أين المفر، فالمفر من هذه النوازل بات غير موجود، تكرار وتتابع، القشرة أصبحت هشة، وحصى الثرى لا يريد أن يبقى أحد عليه،فمن الأعماق بمقدار 10 كيلومترات، ذهب إلى السطح ليعيد إلى الأذهان ماضٍ صعب، فالبيوت والأشخاص أصبحوا لا يستقرون على حال، ماذا حدث في تركيا مجددًا بعد زلزال فبراير العنيف؟
عام جديد لم يمر الشهر الأول من عمره حتى دار العالم في سلاسل من النوازل الطبيعية غير المتوقعة، فمنذ ساعاته الأولى أعلنت اليابان الطوارئ بسبب الولازل ثم ما لبث أن اتجه إلى الفيضانات،لكن الأمر لم ينتهِ عند هاتين الصورتين والمشهدين فقط، بل جاءت الأعاصير والرياح العاتية، وتسونامي، وغيرها من الأهوال، وكأنه يعلن عن مصير محتوم لوجود البشرية.
بل إن الصورة الصعبة التي لا تزال وستظل محفورة في ذاكرة البشرية زلزال تركيا في فبراير من العام الماضي الذي بلغت قوته 7.7، بل وتبعته هزات مختلفة،فلم تذهب بعيدًا عن الذاكرة؛ ليأتي العام الجديد حاملًا في طياته نسخة جديدة إلى تركيا، فمنذ عدة أيام خرج مسؤول تركي كبير على الملأ ليعلن عن استعداد إسطنبول لزلزال ضحل.
فرئيس بلدية ولاية إسطنبول التركية أكرم إمام أوغلو، أكد أن مشكلة الزلزال في إسطنبول هي مسألة حيوية، لا سيما أن إسطنبول هي المركز والعاصمة الحيوية للبلاد.
لكن تلك التحذيرات وهذه الأنباء التي عرضها رئيس البلدية لم يكن الهدف منها، إلا محاولة التصدي بكل قوة لأي زلزال محتمل سيقع في البلاد.
فربما يكون ما توقعه رئيس البلدية قد حدث بالفعل لكنه لم يقع في إسطنبول، ولم تكن تلك النازلة في العاصمة، فلقد اتجهت نحو شرق البلاد؛ ليعلن عن زلزال قادم من قاع الأرض في شرق البلاد.
فعلى عمق 10 كيلو مترات، ضرب زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر هذه المنطقة، حسب ما أفاد مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي.
الأمر لم يحسم بعد والنوازل في تركيا لم تنتهِ عند هذا الحد، فلم تمر ساعات إلا وأعلن عن زلزال آخر يضرب نفس المنطقة التي وقع بها زلزال فبراير المدمر.
فضرب زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر جنوب شرقي تركيا، في نفس المنطقة التي دمرها زلزالان قبل نحو عام.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا)، معلنًا أن سكان المحافظات والمدن المجاورة شعروا بالزلزال.
فلم يكن هذا الزلزال على عمق 10 كيلومترات مثل سابقه، بل تعمق أكثر ليصل عمقه إلى 14 كيلومترا،حالة من القلق البالغ والخوف الشديد تعم أرجاء المنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية، فالصورة المحفورة لديهم من العام الماضي ربما باتت قريبة للغاية من التكرار.
فالزلزلان المدمران اللذان ضربا جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في فبراير2023، خلفوا كثيرًا من الضحايا وصلوا إلى حوالي 60 ألف شخص في كلا البلدين، وتشريد ملايين، ما جعلهم يشعرون بالقلق البالغ.
فبرأيكم إلى متى ستبقى تركيا في عدم استقرار من قبل الزلازل؟ وهل هذا غضب من الطبيعة عليها؟ أم أن قشرتها الأرضية أصبحت هشة ولا بد من حل لهذا الأمر؟