زلزالان متتاليان يضربان تركيا وحالة من الفزع بين السكان

يبدو أن زلزال الإثنين الأسود في تركيا، يأبى أن يمسح الزمن ذكراه فلا يلبث أن يذكرنا بنفسه عن طريق الهزات الأرضية المتتالية التي لم تتوقف منذ السادس من فبراير الماضي، حتى ساعات قليلة، ضرب زلزلان متتاليان نفس مركز الزلزال الأسود لتهتز الأرض ويهرب الناس.. ماذا حدث في تركيا؟

واصلت عاصفة الزلازل طريقها إلى البر التركي، حيث مركز زلزال الإثنين الأسود، والذي ضرب تركيا وامتدت آثاره إلى سوريا في السادس من فبراير الماضي على نمط زلزالين متتاليين تسببا في الآلاف من الضحايا من البلدين.

حيث ضرب زلزالان متتاليان مجددًا، مركز الزلزال المدمر في ولاية كهرمان مرعش، جنوبي تركيا بمنطقة غوكسون ما تسبب في حالة من الرعب والقلق بين المواطنين لاسيما أن أشباح الزلزال المدمر أهواله مازالت تتراقص أمامهم.

ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية تأتي بالأنماط نفسها عاما بعد عام، حيث يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي وقت ولكنها كل مرة تكون بنفس الأنماط العامة.

وأكدت إدارة الكوارث التركية، أن قوة الزلزال الأول بلغت على مقياس ريختر 5 درجات، فيما كان الزلزال الثاني أقل قوة وبلغت شدته 4.1 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما أوردت وكالة “الأناضول” التركية.

ووقع الزلزال الأول على عمق 7 كيلو مترات تحت الأرض، فيما كان الزلزال الثاني على عمق 6.83 كيلو متر تحت الأرض.

وأكد علماء الزلازل، أن المناطق التي تطل على البحر المتوسط من بين أكثر المناطق المعرضة للزلازل بسبب التقارب بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وهذا يظهر بشكل واضح في الزلازل بدول مثل قبرص وتركيا واليونان والجزائر والمغرب.

وقد تحدث الزلازل في أي نقطة في العالم لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة، حيث يكون الحزام الناري الأخطر على الإطلاق ويحدث به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ثم الحزام الألبي، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.

إلا أن دولة تركيا تقع بنطاق حزام الزلازل الألبي، الذي يضع ضمن نطاقه نحو 17% من الزلازل في العالم، ويمتد الحزام الألبي لمسافة تصل إلى 15 ألف كيلومتر، بداية من جزر جاوة وسومطرة، ويعبر جبال الهيمالايا، حتى يصل إلى البحر الأبيض المتوسط وتركيا.

وكشف تاريخ الزلازل خلال العقود الماضية، أن دول الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان الأكثر عرضة للزلازل في العالم.

لتستمر عاصفة الزلازل في عقاب تركيا، بعد زلزال السادس من فبراير الماضي والذي وصفته السلطات التركية بـ “كارثة القرن” غير المسبوقة، حيث تسبب في رحيل نحو 50 ألف تركي وسوري، وانهيار آلاف المنازل، بالإضافة لآلاف المنازل غير الصالحة للسكن، ومئات الآلاف من المشردين، حيث تأثر به نحو 23 مليون شخص.

فيما أكد الرئيس التركي، أن 3.3 مليون شخص أجبروا على مغادرة منطقة الزلزال، وأصبح أكثر من 1.4 مليون شخص يقيمون في خيم، فيما استقر 46 ألفا آخرين في حاويات، فيما نجح الباقون في الاستقرار في مهاجع ودور ضيافة.

Exit mobile version