لم تكد أسابيع تمر على زلزال تركيا وتداعياته حتى بدأت التوقعات تطل برأسها من جديد وباتت تصريحات عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس هي الخطر ذاته فالناس قد تعارفوا علميا على أنه ليس ثمة قدرة على التنبؤ بحدوث الزلازل، لكن الرجل ماض على موقفه لا يراجع نظرياته العلمية ولا يسمح لباحث بأن يتعرض لها. خاصة بعد أن صدقت بعض تنبوءاته أو كادت.
في تصريحات جديدة توقع العالم الهولندي فرانك هوغربيتس حدوث أنشطة زلزالية في السادس من أبريل الجاري، معتمدا على حسابات فلكية تؤكد اكتمال القمر في ذلك الموعد.. وقبل الموعد المحدد تعرضت منطقة الشرق الأوسط لزلزال جديد شهدته الأردن .
المخاوف التي عادت بعد زلزال الأردن تعيد إلى الأذهان مثيله في تركيا وسوريا حيث التداعيات التي لازالت أنقرة ودمشق تضاعفان الجهود لاحتوائها بعد أن ترك آلاف البشر بين طريد وشريد، فضلا عن الآثار الاقتصادية الصعبة لذلك الزلزال.
تقرير رسمي محير
التقرير الصادر عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية عبر مرصد الزلازل تضمن رصدا دقيقا لعمق الزلزال الذي وصل إلى كيلومتر وتحديدا في وادي الأردن شمال البحر الميت الذي تعرض لهزتين أرضيتين .
ووفق التقييم الأولي لتلك الهزة الأرضية لا تقتصر الخطورة على معدله الذي كان ثلاثة درجات فاصل اثنين على مقياس ريختر بزيادة درجة عن الهزة الأرضية السابقة
أسباب المخاطر المرتبطة بالهزات الأرضية
ومكمن الخطورة في احتمالية استمرار توابع لتلك الهزات الأرضية في العديد من المناطق خصوصا وأنها حدثت بالتزامن مع الزلزال الذي ضرب البحر المتوسط وتجاوزت قوته أربع درجات بمقياس ريختر
إدارة الطوارئ والكوارث التركية، كانت الأشد تدقيقا في متابعة الزلزال الذي وقع على عمق قارب السبعة كيلومترات في البحر المتوسط حيث شعرت به عدة مدن تركية وأعاد إلى الأذهان المخاوف من الزلزال السابق.
التوقعات المستحيلة والخطر القائم
التقارير اللاحقة ذكرت أن الزلزال أثر فعليا على سواحل البحر المتوسط وجددت التأكيد على أن منطقة البحر المتوسط هي منطقة نشاط زلزالي عن جدارة، وإن كانت التوقعات بشأنها صعبة اتساقا مع التقييمات العلمية المعروفة للزلازل والتي تنحصر التنبؤات بشأنها في سياق عام وليس من الممكن علميا تحديد منطقة بعينها كمنطقة زلزال متوقع.
مناطق التوتر الزلزالي
البحر المتوسط، وبحر مرمرة والسواحل كلها بؤر توتر زلزالي وها هي الأردن قد تدخل في ذلك النطاق وسط مخاوف من التداعيات المحتملة التي لم تصل البشرية – حتى الآن – إلى إجراءات تضمن وقفها أو تحييد مخاطرها باستثناء محاولات محدودة في الدول ذات النشاط الزلزالي.. تلك الدول التي تضع أكواد بناء شديدة الدقة وتعمد إلى إجراءات تضمن بها عدم ارتفاع المساكن مع تأسيسها بطرق علمية تجعلها أكثر مرونة في مواجهة الزلازل.