لم يعد بها مبنى قائما على أساسه.. مدينة شبه خاوية على عروشها.. تواصلت بها ضربات الزلزال لتنهي أركانها..حيث لم تترك بها مكانا لطمأنينة.. إنها مدينة كهرمان مرعش مركز الزلزال المزدوج الذي ضرب تركيا في السادس من فبراير الماضي، وتسبب في إنهيار المدينة وشق الطرق، ورحيل نحو 50 ألف من السكان وخسائر بالمليارات، ولم تتوقف الزلازل عن ضرب منطقة مركز الزلزال آخرها منذ دقائق قليلة.. فماذا تخفي منطقة كهرمان مرع في باطنها لتواصل الزلازل القدوم إليها؟
ضرب من دقائق زلزال متوسط الشدة، ولاية كهرمان مرعش التركية، بقوة تصل إلى 4.1 درجات على مقياس ريختر، على عمق 16 كيلو متر تحت الأرض.
وأكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، إن منطقة “غوكصون، التابعة لولاية كهرمان مرعش هي مركز الزلزال.
ليكون هذا الزلزال أحد روافد الهزت الارتدادية التي لم تتوقف عن ضرب الولايات التركية منذ زلزال الإثنين الأسود، منذ أكثر من شهرين.
حيث وقع زلزالان ترواحت قوتهما بين 7.7 درجات و7.6 درجات بمنطقتي بازارجق وألبستان بكهرمان مرعش.
حيث وقع زلزال منطقة بازارجق على جزء من صدع يسمى “نارلي” بمنطقة صدع شرق الأناضول، وامتد تأثيره على الصدوع الأخرى في المنطقة، وبالتالى حفز زلزال منطقة ألبستان على صدع يسمى “جارداق”، على الرغم من أن المسافة بين البؤرتي نحو 90 كيلومترا.
وكشفت الدراسات الجيولوجية أنه من أسباب تكرار الزلازل والهزات الأرضية في تركيا بعد الزلزال المزدوج، يعود لانتقال الضغط لنهايات الصدوع التي تحطمت في زلزال السادس من فبراير، وبالتالي تتراكم الضغوط على الصدوع القابلة لإنتاج الزلازل.
ولفتت إلى أن ذلك الضغط من الممكن أن ينتج زلازل تحدث في وقت قصير جدا أو قد يستغرق حدوثها سنوات.
ولفتت الدراسات التي أجراها العلماء، إلى أنه بالنظر في اتجاهات حركة زلازل 6 فبراير، يُعتقد أنه سيكون هناك زيادة في الضغط على صدوع أخرى من بينها صدع جليك خان، وكذلك صدع سوركو، بالإضافة إلى صدعي كولباشي، وجاغلايانجريت وبعض الصدوع الأخرى.
وتقع دولة تركيا بنطاق حزام الزلازل الألبي، الذي يضع ضمن نطاقه نحو 17% من الزلازل في العالم، ويمتد الحزام الألبي لمسافة تصل إلى 15 ألف كيلومتر، بداية من جزر جاوة وسومطرة، ويعبر جبال الهيمالايا، حتى يصل إلى البحر الأبيض المتوسط وتركيا.
وقد تحدث الزلازل في أي نقطة في العالم لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها، وخي مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة الحزام الناري وهي الأخطر على الإطلاق ويحدث بها نحو 80% من الزلازل في العالم، ثم الحزام الألبي الذي يحدث به 17% من الزلازل ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم في أي وقت ولكنها تكون كل مرة بالأنماط العامة نفسها عاما بعد عام.