عاصفة زلازل مستمرة منذ زلزال الإثنين الأسود الذي ضرب تركيا وسوريا بقوة 7.8، وتسبب بخسائر هائلة وراح ضحيته الألاف، وتم تشرد حوالي 25 مليون شخص، لدرجة أنه تم تسجيل 4300 هزة ارتدادية منذ اليوم الأول لكارثة الزلازل الضخمةو أخرها زلزال منذ دقائق.. ماذا يحدث فى القشرة الأرضية؟
أكد المركز الأورومتوسطي للزلازل، اليوم الخميس، بوقوع زلزال في وسط تركيا بقوة 5 درجات علي مقياس ريختر.وأفادت قناة “العربية”، بأن سكان لبنان وسوريا شعروا بالزلزال في عدد من المحافظات.
وارتفع عدد ضحايا زلزال الأثنين الأسود إلى اكثر من 41000 ضحية بين البلدين، ووصل عدد المتضررين من زلزال تركيا وسوريا إلي 26 مليون، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا في الأيام المقبلة مع استمرار البحث مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين تحت الأنقاض، ويعتبر زلزال تركيا و سوريا أحد أسوأ الكوارث الطبيعية عبر التاريخ.
وتشير التقديرات الاقتصادية الأولية إلى أن الأضرار الناجمة عن الزلزال لا تقل عن 50 مليارات إلى 60 مليار دولار، وبلغت قوة الزلزال 7.8 درجة جنوب تركيا وشمال سوريا، وتسببت قوته في مئات من الهزات الارتدادية العنيفة في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات في كلا البلدين.
ولم تتوقف الهزات الارتدادية، منذ اليوم الأول للزلزال، فأفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية بأن 4300 هزة ارتدادية ضربت منطقة الكارثة منذ الزلزال الأول.
عدد الهزات الارتدادية الضخم الذي تجاوز 4 آلاف هزة، يضع الكثير من الأسئلة المحيرة حول حال القشرة الأرضية بمنطقة شرق المتوسط التي يبدو أنها أصبحت فى حالة حرجة، فبعد تركيا وسوريا، ضرب زلزال بقوة 5.6 درجات مناطق في رومانيا أيضا من ساعات، وشعر به سكان دول مجاورة مثل بلغاريا وصربيا.
وبالعودة إلى كوارث الزلازل عالمياً، كان العام 1923 عاما لا يُنسى، إذ ضربت زلازل مدمرة أخرى الصين وإيران وكولومبيا وروسيا، وشهدت شبه جزيرة كامتشاتكا وروسيا واليابان نشاطا كبيرا هذا العام.
ولم يغب عن الأذهان أن شهر فبراير حاضرا عام 1923، حينما هز زلازل بقوة 8.5 مدينة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، مسببا موجات من التسونامي.
وفي فبراير 2004، رحل 500 شخص على الأقل في زلزال بعدة بلدات مغربية تقع على ساحل البحر المتوسط، وفي العام التالي ضرب زلزال بقوة 6.4 درجة منطقة نائية في إقليم كرمان بإيران، وأسفر عن سقوط مئات الضحايا.
وفي أواخر فبراير من العام 2010، ضرب زلزال بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر، مدينة في تشيلي، ما أسفر عن رحيل أكثر من 200 شخص، وأحدث حينها دمارا واسعا.
وأوضح الخبير الجيولوجي عباس شراقي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه حتى الآن لا توجد وسيلة للتنبؤ بالزلازل كما هو معتاد في حالة الطقس عالمياً، ولكن يمكن تحديد بعض المناطق التي تنشط فيها الزلازل لتحديدها كمواقع محتملة لتكرار ذلك، في حين تشهد الكرة الأرضية مئات الزلازل يومياً لكن الكثير منها إما ضعيف بأقل من 3 درجات لا نشعر به، أو يكون في المحيطات.
ولفت شراقي إلى أنه على سبيل المثال فالأراضي التركية والمناطق المحيطة بها، تشهد تكرار لوقوع الزلازل بصفة مستمرة بدرجات متفاوتة، لأن القشرة الأرضية بها محاطة بفوارغ ضخمة للغاية تساعد على ذلك.