بعد جولات عديدة من المباحثات بينهما في العراق وسلطنة عمان، وبرعاية من التنين الصيني، نجحت السعودية وإيران في تجاوز حائط الخلافات، والاتجاه نحو إعادة تدشين وتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.
تلك الخطوة التي وصفها الخبراء، بأنه من شأنها أن ترسخ الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن الطرفين كان بينهما تاريخًا كبيرًا من العداء.
هل تكون تلك الخطوة، بمثابة البداية لمزيد من التصالحات العربية مع الجانب الإيراني؟ وهل حان الوقت لمصر بصفتها الشقيقة الكبرى للعرب بأن تتجه للتصالح وتطبيع العلاقات مع طهران؟ كل هذا وأكثر نتعرّض له الآن في «مباشر 24».
بمبادرة من الصين، أعلنت المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية، استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وتوالت ردود الفعل الدولية على الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية، معتبرين إياها خطوة باتجاه الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
بدورها، أعلنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.
وأعربت مصر عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة في الرخاء والتنمية والاستقرار.
والسؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة مع تلك التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، هل هناك إمكانية لإعادة تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران؟
من جانبه.. قال السفير أشرف حربي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لا يمكننا أن نربط بين العلاقات الإيرانية – السعودية، والعلاقات الإيرانية المصرية، نظرًا لأن هناك بعض الخلافات والموضوعات التي تحكم عودة العلاقات سواء مع مصر أو السعودية.
وتابع «حربي» في تصريحات صحفية: إذا كان هناك عودة للعلاقات السعودية الإيرانية فهو بناءً على ما تم إنجازه من تحييد لهذه الخلافات والنقاط التي كانت قائمة الفترة الماضية.
وأوضح أنه إذا وصلت مصر وايران في مفاوضتها إلى طريق يسمح بعودة العلاقات إلى طبيعتها فستعود مرة أخرى، أما إذا لم يتفق الطرفان على تحييد هذه الخلافات أو الوصول إلى نقاط التقاء لعودة العلاقات بالتالي ستأخذ وقت حتى تعود.
وتابع السفير «حربي»: لا شك أن هناك توجه في المنطقة نحو تطبيع العلاقات مع إيران في ضوء الظروف والمتغيرات والأزمات التي تواجهها المنطقة سواء في سوريا أو لبنان أو اليمن، فضلًا عن التحديات الخاصة بالحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي بصفة عامة وتوزيع نفوذ القوى في كل مناطق العالم.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق: “كل هذه الاعتبارات يضعها صانعي القرار بالنسبة لتطبيع العلاقات مع أي دول سواء في اتجاه التحسين أو اتجاه آخر لمصلحة هذه الدولة وأمنها القومي”.
وأكد أنه لا شريطة بعودة العلاقات السعودية الإيرانية أن تعود العلاقات المصرية الإيرانية، ولكن تلك تعدّ إشارة إلى أن الجانب الإيراني بدأ في التفهم ويأخذ موقفًا أكثر إيجابية ناحية منطقة الشرق الأوسط والقوى الكبرى الموجود به مثل السعودية ومصر.
وقال إنه إذا استطاع الجانب الإيراني أن يقرّب من توجهاته ناحية المطالب أو النقاط التي وضعها الجانب المصري بالنسبة لتطبيع العلاقات سيتم الأمر، موضحًا أن القرار المصري مستقل، وليس هناك إلا مصلحة الشعب المصري والحفاظ على الأمن والسلام من أي تدخلات خارجية أو أي ضغوط من أي جانب.