ضرب الأرض بقوة واهتزت قمم البراكين، وتحركت مخازن الحمم تحت سطح الأرض، في أرض الدببة، حيث أصبحت الحياة صعبة في الشرق الروسي على حزام النار. ماذا حدث في كامتشاتكا الروسية؟
ضرب زلزال ضخم، بقوة 5.2 درجات على مقياس ريختر، الساحل الشرقي لشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، ليكون الأحدث في سلسة الزلازل التي تضرب شبه الجزيرة على الأشهر الماضية.
وأكدت الدائرة الرئيسية لوزارة الطوارئ الروسية، أن الزلزال وقع على عمق 127 كيلومترا تحت قاع البحر وأن المسافة إلى أقرب تجمع سكني بلغت 147 كيلومترا.
وأشارت الوزارة إلى أن سكان التجمعات السكنية لم يشعروا بالهزات الأرضية، مؤكدة عدم وجود أي تقارير عن هذا من السكان المحليين، لافتة إلى أن الزلزال لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار ولم يتم إصدار إعلان عن خطر حدوث تسونامي.
وعلى الرغم من أنه لم يشعر السكان بالهزة الأرضية أو خطرها إلى أن الزلزال يعد الأحدث في سلسلة الزلازل التي تضرب الجزيرة خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، مما يجعل السكان يشعرون بالخطر مع زيادة وتيرة الزلازل التي قد تنبأ عن زلزال ضخم قد يضرب شبه الجزيرة في أي وقت، لاسيما أن قدر الجغرافيا فرض على السكان أن تكون جزيرتهم موطن لعدد من البراكين.
وشبه جزيرة كامتشاتكا أو أرض الدببة كما يطلق عليها، واحدة من أخطر بقاع الأرض من حيث النشاط البركاني، إذ تحتوى على عدد من البراكين والتي ما زال بعضها نشطا حتى الآن.
ويخشى السكان أن تتسبب عاصفة الزلازل المستمرة في المنطقة، التي حولت حياتهم إلى كابوس مستمر وضعت أقدارهم على طرف فوهة البركان، في التأثير على حركة الصفائح الأرضية وفتح بوابات الحمم في قاع البراكين، وبالتالي فوران مزيدا من البراكين.
وكشفت التقارير الصحفية، أنه شبه جزيرة كامتشاتكا، تضم أعداد كبيرة من البراكين التي ما زال دخانها يتصاعد وحممها تغلي، لافتة إلى أن أشهرها هو بركان مدينة أفاتشينسكي، الذي يعد الأكثر نشاطًا، بين البراكين الأخرى ويبلغ ارتفاعه نحو 2700 متر.
ويوجد أيضا يوجد البركان “المحروق” الذي اكتسب اسمه من شكله، حيث أن جوانبه مغطاة بحمم بازلتية كسته باللون الأسود، بالإضافة إلى جوانبه السوداء، تمتلئ فوهته بمياه لها لون سماوي، ليبدو كمن ينظر إليه من السماء كعين زرقاء كبيرة تنظر إلى السماء.
وتقع شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، على أخطر حزام للزلازل، وهو الحزام الناري، المعروف بالنشاط الزلزالي والبراكني، حيث يقع به نحو 80% من الزلازل والبراكين حول العالم، ويليه الحزام الألبي في المركز الثاني من حيث الخطورة، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
أخيرًا .. تحولت العديد من المناطق حول العالم إلى ما يشبه الحلبة الراقصة، حيث لا تتوقف فيها الأرض عن الاهتزاز بعد الزلزال التركي المدمر الذي ضرب الأرض بقوة في السادس من فبراير الماضي، من هذه المناطق شبه جزيرة كامتشاتكا، حيث تهتز الأرض بقوة وتحركت معها قمم الجبال وضربت مخازن الحمم تحت الأرض.. فهل يحدث الكابوس الأسوأ بسبب الزلازل المتعاقبة؟