يبدو أن أشباح الماضي تطاردهم وأن فرارهم للنجاة بحياتهم بعد أن تنسحب الأرض من تحت أقدامهم سيستمر جيلا بعد جيل، لتكون حياتهم هي رحلة للهروب من قدر الجغرافيا الذي جعل بلادهم واحدة من أكثر بلدان العالم تعرضا للزلازل، إذا تقع إندونيسيا ضمن “حزام النار” حيث منبع البراكين والزلازل.. فلماذا فر الناس من منازلهم بعد الزلزال الضخم الذي ضرب إندونيسيا اليوم؟
فر الآلاف الإندونيسيين من منازلهم إلى المرتفعات، إثر زلزال ضخم ضرب بقوة سواحل جزيرة سومطرة، بلغت قوت 7.1 درجة على مقياس ريختر، وسط مخاوف من حصول تسونامي.
وحددت الوكالة الجيولوجية الأمريكية، مركز الزلزال، قرب سواحل جزر مينتاوي على عمق 15.5 كيلومترا.وعلى الرغم من أنه لم تسجل أي ضحايا أو أضرار كبيرة، أصدرت وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية تحذيرا بشأن أمواج تسونامي.
ولفتت التقارير الصحفية، أن التحذير بشأن تسونامي استمر لمدة ساعتين تقريبا بعدما أعلنت في البداية وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية أن قوة الزلزال كانت أكبر.
وشعر بالزلزال عدد من سكان الدول القريبة من محيط الهزة الأرضية.وأشارت إلى أنه تم إلغاء التحذير بشأن تسونامي بعد أن طالبت السلطات المحلية المواطنين بسرعة الابتعاد عن الشاطئ.
وقال باتريس سانيني أحد سكان سيبيروت أكبر جزر مينتاوي، أن الهزة الأرضية كانت قوية لدرجة أن الوقوف على الأقدام كان فيه صعوبة، لافتًا إلى أن السكان تمسكوا بالحوائط الجدران حتى تستقر الأرض.
وتقع دولة إندونيسيا بنطاق حزام الزلازل الناري، في المحيط الهادي حيث تتصادم عدة طبقات تكتونية.
وقد تحدث الزلازل في أي نقطة في العالم لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة، حيث يكون الحزام الناري الأخطر على الإطلاق ويحدث به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ثم الحزام الألبي، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
وكشف تاريخ الزلازل خلال العقود الماضية، أن دول الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان الأكثر عرضة للزلازل في العالم.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية تأتي بالأنماط نفسها عاما بعد عام، حيث يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي وقت ولكنها كل مرة تكون بنفس الأنماط العامة.
ويذكر أن أكثر الزلازل ضخامة في إندونيسيا بلغت قوته 9.1 درجات على مقياس ريختر وأسفر عن سقوط أكثر من 230 ألف ضحية في سريلانكا والهند وتايلند في ديسمبر 2004.
وحدث الزلزال قبالة شواطئ سومطرة وأسفر عن موجات هائلة بلغ ارتفاع بعضها 30 مترا على ساحل باندا آتشه في شمال سومطرة.
وتعاني الأرض من عاصفة زلزالية كبيرة منذ الزلزال التركي المدمر في السادس من فبراير الماضي، إذ ضرب الأرض آلاف الزلازل والهزات الأرضية بشكل أكبر من المعتاد، وسط توقع من العلماء أن زلزال ضخم قادم سيشق الأرض يطلق عليه زلزال يوم القيامة، قد يحدث في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، أو في تركيا أو إيران، فهل يحدث قريبا؟