قلوبهم لم تتوقف عن الخفقان بقوة ولم يعرفوا طعم السكينة بسبب مشاعر القلق والرعب التي لا تتركهم بسبب الزلازل والهزات الأرضية المتتالية التي تضربهم منذ زلزال الإثنين الأسود المدمر، والذي يبدو أنه فعل وضع الاهتزاز للقشرة الأرضية في هذه المنطقة.. مشاعر القلق دفعتهم لتنفيذ أجهزة استشعار يدوية لتنذرهم أنه حان وقت الهروب إلى الشوارع.. والتي دوت في أنحاء لواء اسكندرون، شمال سوريا، بعد زلزال قوي ضرب المنطقة وشعر به الأتراك.. ماذا حدث في سوريا؟
تواصل عاصفة الزلازل بالمنطقة تحركاتها، إذ أعلن المركز الوطني للزلازل في سوريا،، عن تسجيل هزة أرضية بلغت شدتها 4.8 درجات على مقياس ريختر، في شمال سوريا بمنطقة لواء اسكندرون
وتسببت الهزة الأرضية بمشاعر من الخوف والقلق لدى الآلاف من السوريين في حلب واللاذقية والذين شعروا بالهزة الأرضية والتي أعادت لهم ذكريات زلال الإثنين الأسود المدمر، الذي راح ضحيته نحو 5 آلاف سوري، وانهيارات ضخمة في المنازل.
ليكون هذا الزلزال آخر حلقات سلسلة الهزات الأرضية المتصلة منذ السادس من فبراير المدمر.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية تأتي بالأنماط نفسها عاما بعد عام، حيث يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي وقت ولكنها كل مرة تكون بنفس الأنماط العامة.
وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، قد أعلنت تسجيل نحو 33 ألفا و77 هزة ارتدادية، منذ السادس من فبراير الماضي عقب زلزال الإثنين الأسود الذي خلف آلاف عشرات الآلاف من للضحايا ودمارا كبيرا في البنية التحتية.
وأشار البيان أن إجمالي الهزات المعلنة تم رصدها في الفترة من 6 فبراير الماضي وحتى 6 مايو الجاري، مع تأكيدات على مراقبة النشاط الزلزالي في تركيا ومحيطها على مدار الساعة.
وأكد علماء الزلازل، أن المناطق التي تطل على البحر المتوسط من بين أكثر المناطق المعرضة للزلازل بسبب التقارب بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وهذا يظهر بشكل واضح في الزلازل بدول مثل قبرص وتركيا واليونان والجزائر والمغرب.
وقد تحدث الزلازل في أي نقطة في العالم لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة، حيث يكون الحزام الناري الأخطر على الإطلاق ويحدث به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ثم الحزام الألبي، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
وبالتوازي مع الزلزال السوري، رصد مركز الطوارئ التركي هزة أرضية بقياس 4.7 على مقياس ريختر ضربت ولاية هاتاي بالجنوب التركي وأحد اكثر الولايات تضررا بزلزال السادس من فبراير، على عمق 7.4 كلم.
لتستمر عاصفة الزلازل في عقاب تركيا، بعد زلزال السادس من فبراير الماضي والذي وصفته السلطات التركية بـ “كارثة القرن” غير المسبوقة، حيث تسبب في رحيل نحو 50 ألف تركي وسوري، وانهيار آلاف المنازل، بالإضافة لآلاف المنازل غير الصالحة للسكن، ومئات الآلاف من المشردين، حيث تأثر به نحو 23 مليون شخص.
فيما أكد الرئيس التركي، أن 3.3 مليون شخص أجبروا على مغادرة منطقة الزلزال، وأصبح أكثر من 1.4 مليون شخص يقيمون في خيم، فيما استقر 46 ألفا آخرين في حاويات، فيما نجح الباقون في الاستقرار في مهاجع ودور ضيافة.