في وقت توقفت فيه مفاوضات سد النهضة، وتسعى إثيوبيا للملء الرابع لبحيرة السد، جاء إنذار من الطبيعة بخطورة الأمر، وجرس إنذار من الاستمرار في الخطوات الحالية التي لا مصير لنهايتها سوى نازلة مدمرة على دولتى المصب مصر والسودان حيث تختفى الخرطوم تحت سطح الماء فيما ينتقل ركام السودان إلى مصر ليزيح في طريقه الأخضر واليابس، زلزال ضخم ضرب محيط سد النهضة فدق ناقوس الخطر.. ماذا حدث في إثيوبيا؟
ضرب زلزال ضخم محيط سد النهضة الإثيوبي، بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر، على عمق 10 كيلو مترات، وذلك وفقا لما أفاد به المرصد العالمي للزلازل.
وأكد الخبير المائي، الدكتور عباس شراقي، أن الزلزال الذي ضرب محيط سد النهضة، كان مركزه منطقة الأخدود الإفريقي، على بعد حوالى 650 كم شرق سد النهضة.
وأشار “شراقي”، إلى أن منطقة الأخدود الإفريقي، واحدة من أكثر المناطق الإفريقية تعرضًا للزلازل والبراكين لاسيما أنها أكبر فالق على سطح الأرض.
وعن تأثير الزلزال على سد النهضة، ونسبة الأمان في بقائه صامدًا مع الزلازل المتتالية في منطقة الأخدود الإفريقي، أكد “شراقي”، أن الزلازل ستؤثر فى المستقبل على سد النهضة لاسيما مع امتلاء بحيرة السد وزيادة السعة التخزينية.
ولفت العالم المصري، إلى أن الزلزال الذي ضرب سد النهضة ليس الأول بل هو حلقة من سلسلة طويلة ومتتالية، تواصل ضرب محيط السد منذ فترات زمنية طويلة، موضحًا أن عدة زلازل متوسطة وقعت في تلك المنطقة خلال الأشهر الماضية، ففي 26 ديسمبر الماضي ضرب زلزالين بقوة 5.5، 4.6 على مقياس ريختر شمالى إثيوبيا على الحدود مع أريتريا.
يذكر أن منطقة الإخدود الإفريقي هى أكثر المناطق في القارة السمراء تعرضًا للزلازل والبراكين بسبب الفالق الكبير وهو أكبر فالق على يابسة الكرة الأرض.
ولفت “شراقي”، إلى أن الزلازل تضرب الأرض وتنتشر على هيئة أمواج دائرية، موضحًا أنه كلما كان الزلزال على عمق أكبر عميقا امتد انتشاره أكثر على المستوى الأفقى.
وأوضح الخبير المائي المصري، أن الخطر الأكبر الذي يهدد سد النهضة، عندما تمتلئ خلفه بحيرة التخزين، حيث أن المياه ستشكل وزنا إضافيا على سطح الأرض وبالتالى ستكون الهزات الأرضية أكثر خطورة على جسم السد.
وحذر “شراقي” من خطر تكرار الزلازل على سد النهضة، مشيرًا إلى أن الخطر الأكبر من سد النهضة ليس فى عملية التخزينات على مراحل متعددة، بل السعة التخزينية الكبيرة جدًا في بحيرة السد والتى تخطط إثيوبيا لتمتلئ بحوالى 74 مليار متر مكعب، فى بيئة غير مستقرة جيولوجيا أو مناخيا.
وذكر أن خطر انهيار السد في حالة السعة الكاملة ببحيرة التخزين سيكون آثاره مدمرة على دولتي المصب، مصر والسودان.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية تأتي بالأنماط نفسها عاما بعد عام، حيث يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي وقت ولكنها كل مرة تكون بنفس الأنماط العامة.
ليكون الزلزال الإثيوبي خطر محدق بملايين السودانيين والمصريين، فهل تنجح مفاوضات إدارة السد؟