قد تبدو تلك القصة للوهلة الأولي من قصص الخيال أو من قصص ألف ليلة وليلة، فكيف لشاب مصري يتزوج رئيسة دولة وكيف وصل إليها وأوقعها في حبه.
إمرأة ذات شأن كبير تتقلد كرسي الرئاسة في بلادها وشاب مصري مازال في ريعان شبابه يعمل كدبلوماسي وقصة حبي خفية وملتهبة وزواج لم يدم أكثر من ساعة ونصف … فماهي قصة
ميجاواتي سوكارنو رئيسة لـ إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية مع الشاب المصري حسن جمال .. إليكم القصة
رؤوساء الدول هم بشر من لحم ودم يشعرون ويتألمون ورغم الهالة الكبيرة والبراقة يحبون ويعشقون خاصة أن كانت من تشغل منصب رئيس الجمهورية هي إمراة لها قلب وروح ومشاعر.
وما سوف نحدثكم عنه هي واحدة من القصص المنسية التي لم يُكتب لها النجاح أو الاستمرار أكثر من أسبوعين فقط، وهي قصة زواج أول سيدة تتولى رئاسة أكبر دولة إسلامية وشاب مصر
وتدور أحداث هذه القصة خلال عام 1970، فعندما اختيرت السيدة ميجاواتي سوكارنو رئيسة لـ إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية بعد خلع الرئيس السابق عبدالرحمن أحمد، اتضح أنها كانت متزوجة من دبلوماسي مصري كان يعمل في سفارة مصر بإندونيسيا ولكن هذا الزواج لم يدم طويلا.
بدأت قصتها مع هذا الشاب عام 1972 عندما ذهب حسن جمال أحمد حسن الدبلوماسي بسفارة مصر في إندونيسيا إلى منزل ميجاواتي لتقديم واجب العزاء إلى “فاتيماواتي” شقيقتها الكبرى فيرحيل والدهما.
لم تكن الأسرة حزينة على رحيل الأب فقط، بل كانت حزينة أيضا على وفاة شريك حياة ميجاواتي الأول الذي راح ضحية حادث طائرة واعتبروه في عداد المفقودين لهذا الحادث الذي وقع في 22 يناير 1971
ويرجع هذا التاريخ إلى قبل عام من تعرف ميجاواتي على الدبلوماسي المصري، الذي استطاع لاحقا كسب حب واحترام أفراد أسرتها، ولكنها وجدت فيه الشخص المناسب ليشاركها حياتها بعد المأساة التي تعرضت لها بفقد زوجها
توطدت علاقتهما لدرجة لفتت نظر عائلتها، وطلب الجميع منها قطع علاقتها به بهدوء، لكنها أصرت على استمرار علاقتهما، وازدادت التحذيرات بقطع صلة أسرتها بها حال استمرار هذا الحب
لكن الدبلوماسي المصري ضحى بكل شيئ ومستقبله الوظيفي في سبيل الزواج منها، وكذلك هي، إذ انحازت لمشاعرها على حساب مستقبلها السياسي، إذ كانت حينها عضو نشط في الحركة القومية للطلبة الإندونيسيين في باندونج
بالإضافة إلى تنصيبها رئيس شرعي للبلاد استكمالا لمسيرة والدها السياسية، لكنها فلت الاستقرار معه عن كل هذه الطموحات
وجدت في حسن الحب التي افتقدته في طفولتها التي قضتها في متابعة صراعات سياسية بحكم قربها من والدها رئيس إندونيسيا الأسبق، واتخذت قرارها وذهبت للزواج من الشاب المصري بمفردها.
وذهبا معا إلى مكتب شئون الأديان، وهو المكان المعني بعقد الزواج بين الإندونيسيين والأجانب، وعقدا قرانهما ولكن لم يدم الزواج إلا ساعة ونصف فقط بعد معرفة أسرة رئيسة إندونيسيا، شعروا بالغضب ضدهما وقرروا إنهاء هذا الزواج بأي طريقة، وأجبروها على الذهاب إلى منزل الأسرة لأن الزواج من أجنبي كان يمثل تهديدا لاستمرارها في السلطة، ويفقد عائلتها أي أمل في استرداد قصر الرئاسة الذي فقدته الأسرة بعد طرد والدها الرئيس السابق أحمد سوكارنو من الحكم وفرض الإقامة الجبرية عليه في المنزل لمدة 4 سنوات وذلك بعدما تمكن غريمه السياسي سوهارتو، من الانقلاب عليه وتولى مقاليد الحكم في إندونيسيا، وخلال الأيام التي أعقبت حبسها في المنزل بذل أشقاؤها كل جهدهم للتفريق بينهما واستعانوا ببعض المسئولين في نظام سوهارتو الذين توصلوا إلى حيلة قانونية تكفي لطلاقهما
وبالعودة إلى الحادث الذي تعرض له زوجها الأول، والذي أعتبر فيه أنه من المفقودين، وكان من اللازم وفقا للقوانين المعمول بها في إندونيسيا أن يمر عامان على وفاته حتى يتم إصدار شهادة وفاة رسمية.
ولكن في حالة زوجها لم تنطبق عليه هذه القاعدة إذ تعرف الكثيرون على جثته عقب وفاته كما أن مفتي إندونيسيا أفتى في حينها بأن الزوجة يجب ألا تنتظر زوجها المفقود أكثر من 4 أشهر و10 أيام.
ولكن المحكمة الشرعية التي وقف أمامها الزوجان بعد 15 يوما فقط من عقد قرانهما وزفافهما السريع، والتي كانت عليها ضغوط سياسية هائلة لم تلتفت إلى الظروف التي أحاطت بمصرع زوجها، وأعلنت حل هذه الزيجة.
وكان قرار الطلاق كالصاعقة بالنسبة للشاب المصري حسن فقرر مغادرة إندونيسيا ويذهب إلى أستراليا ليبدأ حياته فيها من جديد بعيدا عن الحياة الدبلوماسية، ورفض منذ ذلك الوقت الحديث عن هذا الموضوع أو نقل تصريحات على لسانه، وأصبح واحدا من انجح رجال الأعمال المصريين في أستراليا
ولاحقا أعلنت أسرتها زواجها من شاب إندونيسي هو “توفيق كيماي” الذي أصبح والد أبنائها الثلاثة، واستمرت في الحياة السياسية حتى وصلت إلى مقر الرئاسة لتصبح أول سيدة تتولى رئاسة أكبر دولة إسلامية
وفي الختام ماذا كان سيحدث لمستقبل ميجاواتي السياسي إذا إستمرت هذه العلاقة الزوجية وهل كانت ستنجب أبناء مصريين كانوا سيتولون منصب رئاسة اندونسيا يوما ما .