تلقى رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحذر شديد وبدا متوجسا بشأن مصيره المحتوم حال أوفى الرئيس الروسي بوعده. وخلال ساعات كان في قلب البيت الأبيض.
لم تكن نتائج الاجتماع الطارئ الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هيِّنة على الرئيس الأوكراني فولودوديمير زيلينسكي. حمل اجتماع بوتين العديد من الرسائل للداخل الروسي ولأوكرانيا وحلفائها.
حرص بوتين على طمأنة مواطنيه بشأن مسار المواجهة بين بلادهم وبين أوكرانيا صاحبة الدعم الغربي المتتابع، وسط مخاوف من تأثر الاقتصاد الروسي جرَّاء طول أمد المواجهة وحرص بوتين أيضا يوم اجتماعه الذي عقده مع القادة العسكريين على إعلان تدشين خط غاز إلى الصين.
في ذات الاجتماع الطارئ مع قادة الجيش الروسي كرَّر القيصر التأكيد على أن تطوير جيش بلاده سيشهد إجراءات هامة بوتيرة هادئة وعلى نحو تدريجبي.
بوتين الذي أعلن في ذات الاجتماع استدعاء مائة وخمسين ألف فرد للجيش الروسي أعلن جاهزية بلاده للمواجهة النوعية الشاملة باستخدام قدرات الإنهاء الشامل الأمر الذي فسره خبراء على أنه تلميح ببدء مواجهة عالمية ثالثة.
في تلك الأثناء كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على عجلة من أمره لإتمام رحلته إلى الولايات المتحدة ولقاء رئيسها جو بايدن في البيت الأبيض.. حيث يريد زيلينسكي الحصول على مزيد من الدعم في مواجهة روسيا، وذلك على الرغم من ظهور أصوات معارضة في الكونجرس ضد ذلك الدعم.
ولكن.. «إلى أين ستذهب أموال دافعي الضرائب الأمريكيين حال طالت المواجهة بين روسيا وأوكرانيا؟».. أصبح ذلك السؤال يتردد يوميا في أروقة الكونجرس الأمريكي حيث تطالب الأصوات المعارضة الرئيس بايدن بضرورة وضع حد للدعم المقدم إلى كييف في سياق رفع قدرات الجيش الأوكراني في مواجه موسكو.
ما أن وصل الرئيس الأوكراني إلى البيت الأبيض؛ حتى فوجئ به الصحفيون والمصورون المكلفون بتغطية لقائه مع بايدن، بأنه يرتدي سترته المعتادة بلونها الأخضر الزيتوني، بينما ارتدى بايدن سترة زرقاء وربطة عنق بلوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر، لكن الرئيس الأوكراني بلجوئه إلى تلك الرمزيات التي تحملها ملابسه خلَّف حالة جدل في الولايات المتحدة.
معارضو تصرفات الرئيس الأوكراني اعتبروه خارجا عن قواعد البروتوكول الرئاسي وتجاهلا للضوابط المعمول بها في تلك اللقاءات الرسمية واعتبروا ذلك مساسا بالهيبة الأمريكية، بينما يميل زيلينسكي إلى الظهور بمظهر المناضل صاحب المواقف البطولية في الدفاع عن بلاده التي بقي فيها رغم المواجهة اليومية واستهدافها من قبل الجيش الروسي
أمام عدسات المصورين سلَّم الرئيس الأوكراني حافظة جلدية ثمينة تبدو كصندوق مطرز ثم أشارت تقارير لاحقة إلى أن الهدية كانت ميدالية تلقاها زينليسكي من جندي أوكراني وصفه بأنه بطل حقيقي، موضحا أن الجندي كان يعمل في تشغيل المنظومة التي تلقتها بلاده من الولايات المتحدة.
يتزامن ذلك مع استعداد الكونجرس للتصويت على منح أوكرانيا مساعدات بقيمة تناهز 45 مليار دولار، فهل سيكون ذلك المبلغ ثمنا للهدية التي تلقاها بايدن في دلالة شكر رمزية لكنها ستثير غضب المعارضين لتقديم الدعم إلى كييف من النواب الأمريكيين.
