سد النهضة هو العنوان الأبرز خلال الساعات الماضية، مع تعرضه لـ 5 زلازل خلال 72 ساعة قد تجعل بقائه مسألة شك، لاسيما أنه تم بنائه على حزام للزلازل، ولكن المفأجأة كانت في تصريحات المسؤول الأمريكى عن إبرام الصفقة.. ماذا يحدث في أديس أبابا؟
أحداث سريعة ومتتالية يتعرض لها لسد النهضة جعلته في صدارة عناوين الأنباء العالمية والمحلية بعد تعرضه لسلسلة من الزلازل خلال الساعات الأخيرة.
وأطلق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، صرخة تحذير جديدة، بعد ضرب 3 زلازل جديدة إثيوبيا وتأثيره على سد النهضة.
وقال “شراقي” إن 3 زلازل جديدة ضربت شمال إثيوبيا، الأول بقوة 4.5 ريختر، ومركز الزلزال يقع على عمق 10 كم، والثاني بنفس القوة وبنفس العمق، والثالث بقوة 4.9 ريختر على عمق 10 كم”.
وكان سد النهضة تعرض منذ يومين إلى زلزالين فى نفس المنطقة بقوة 5.5، 4.6 درجة على مقياس ريختر على مسافة 600 كم من سد النهضة.
ولفت “شراقي” إلى أنه قد لا تؤثر هذه الزلازل في سد النهضة فى الوقت الحالي لصغر حجم بحيرة سد النهضة 17 مليار متر مكعب وتواضع قوة الزلازل “أقل من 5″، ولكن إذا زادت القوة أو كمية المياه المخزنة في سد النهضة، أو كليهما فإن المخاطر تزداد”.
إلا أن تصدر سد النهضة عناوين الصحف العالمية لم يكون فقط بشأن الهزات الأرضية التي تؤثر على سلامة السد فقط فقط، فكان إبرام الصفقة بين إثيوبيا ودولتي المصب لحل أزمة السد الممتدة منذ 11 عامًا نصيب أيضا من عناوين الصحف.
فقال المدير السابق للشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، كاميرون هاديسون، إن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي، قد يبرم صفقة مع مصر والسودان بخصوص مفاوضات سد النهضة التي شهدت فشلا متواصلا خلال السنوات الماضية.
وأضاف، أنه “مع مرور الوقت تتغير مواقف القوة النسبية، وفي ظل وقف العمليات العسكرية في إقليم تيجراي، قد يكون آبي أحمد الآن في وضع أقوى في الداخل لعقد صفقة بشأن سد النهضة، وربما لم يكن ذلك ممكنا قبل عام”.
وأكد هاديسون أن “وساطة الأمم المتحدة لا تبدو خيارا متاحا، ولا يبدو أن أيّا من الأعضاء الدائمين في أمن الأمم المتحدة مهتم بلعب ذلك الدور بشكل خاص، وهذا يعني أنه من الأفضل للأطراف “الثلاثة” البحث عن حل فيما بينهم”.
يُشار إلى أن المفاوضات حول سد النهضة مُجمّدة منذ أكثر من عام، وتتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك.
وتؤكد أديس أبابا أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد “لا يستهدف الإضرار بأحد”، منوهة إلى أنه سيكون أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا.
وفي يوليو 2021، قامت إثيوبيا بالملء الثاني للسد بالمياه بعد عام من ملء مماثل، مقابل رفض مصري سوداني باعتبار ذلك “إجراءات أحادية”.
وأفادت وسائل إعلام إثيوبية رسمية، مطلع الشهر الجاري، أن أديس أبابا أكملت بنجاح الملء الثالث لسد النهضة، مؤكدة أن أعمال المصنع الكهروميكانيكي وصلت إلى 61%، واكتملت الأعمال المدنية بنسبة 95%.. فهل تكون تصريحات المسئول الأمريكى بداية لحل أزمة السد؟