اليابان وروسيا.. يبدو أنه جبهة جديدة على وشك أن تتحرك فيها الأحداث العسكرية، بعيدًا عن الجبهة الأوكرانية، التي لازالت العمليات العسكرية الروسية جارية بها منذ نحو ما يقرب من عام دوت توقف فهل تلجأ روسيا لاستخدام الخيار العسكري في مواجهة طوكيو لتكون المواجهة العالمية الثالثة، لماذا حذرت موسكو اليابان؟
صفحات التاريخ تمتلئ بالعديد من المواجهات العسكرية بين روسيا واليابان، بدأت منذ أكثر من قرن من الزمان، وكان آخرها المواجهات فى الملحمة العالمية الثانية، والتي لم تنتهى حتى الآن.
وظهرت على السطح مشهد الخلافات السياسية، مجددًا بسبب النزاع حول جزر الكوريل بين روسيا واليابان من جديد، حيث وصفت الأخيرة في الكتاب الأزرق الدبلوماسي لعام 2022، الذي أصدرته وزارة الخارجية، أن الجزر الأربع المتنازع على ملكيتها مع موسكو، بأنها أرض يابانية وموسكو تسيطر عليها بشكل غير قانوني، وذلك يعد أقوى وصف للنزاع بينها وبين روسيا بشأن الجزر.
وحذر العديد من المتابعين، من استحضار الأعمال العدائية التي تعود إلى المواجهة العالمية الثانية، حيث أن اليابان وروسيا، لم ينتهيا من الأعمال العدائية التي تخللت المواجهة العالمية الثانية، بشأن المواجهة حول الجزر الواقعة قبالة جزيرة هوكايدو في أقصى شمال اليابان والمعروفة في روسيا باسم جزر الكوريل وفي اليابان باسم الأقاليم الشمالية، حيث تم السيطرة على الجزر من قبل الاتحاد السوفييتي في نهاية المواجهة العالمية الثانية، ويتخوف المراقبون من أن يقود التصعيد بين الطرفين لاستئناف أزمة أخرى على هامش الأزمة الأوكرانية.
وفى تطور جديد أكد نائب وزير الخارجية الروسى أندريه رودنكو، أن موسكو تعتبر سياسة طوكيو فى التخلى عن التنمية السلمية بمثابة تحد خطير لأمن روسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ بشكل عام، وتحذر من أنه إذا استمرت هذه الممارسات، فلن يكون أمامها خيار سوى اتخاذ تدابير مضادة متناسبة تهدف إلى صد التهديدات العسكرية.
وقال : “لقد أحطنا علمًا بالتنفيذ المتسارع لإدارة رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا للتخلى عن السياسة السلمية، التى تم الإعلان عنها لعقود عديدة، والشروع فى مسار العسكرة السريعة، ومن بين الخطوات الملموسة فى هذا المسار هى إجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق بالقرب من حدود روسيا مع شركاء غير إقليميين، واعتماد نسخة محدثة من الوثائق العقائدية فى مجال الدفاع والأمن بهدف خلق استهداف محتمل وزيادة غير مسبوقة فى الدفاع”.
وأضاف: “نعتبر مثل هذا النشاط الذى تقوم به طوكيو بمثابة تحد خطير لأمن بلدنا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ ككل ونحذر من أنه إذا استمرت هذه الممارسات، فسنضطر إلى اتخاذ تدابير مضادة متناسبة من أجل منع أى تهديدات عسكرية ضد روسيا”.
وكانت وسائل إعلام يابانية، أكدت فى وقت سابق، نقلاً عن مصادر حكومية، قولها إن وزارة الدفاع اليابانية لديها خطط لنشر معدات عسكرية تفوق سرعتها سرعة الصوت ويصل مداها إلى 1000 كيلومتر فى جزيرة هوكايدو الشمالية والجزيرة الجنوبية الغربية.
تطور الأحداث بين روسيا واليابان ينذر بوقائع خطيرة مع بدء تشكل الأحلاف العسكرية، حيث تقترب روسيا من الصين وكوريا الشمالية، فيما تقترب اليابان من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية.. فهل تدور وقائع الملحمة العالمية الثانية قريبا؟