سر تدخل أمريكا لمنع محاولة استهداف رئيس أركان بوتين

قاربت المواجهة بين روسيا وأوكرانيا عشرة أشهر.. فيما تواصل كييف توجيه رسائل مبطنة ومباشرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن القدرات النوعية التي يمكن لأوكرانيا الحصول عليها من الدول الغربية.. فماذا حدث مع فاليري جيراسيموف؟؟ وما الإجراء المؤلم الذي اضطر الجيش الروسي إلى اللجوء إليه؟ ولماذا تدخلت الولايات المتحدة لمنع محاولة الاستهداف؟.

«خطة الإنهاء».. كانت تلك الرسالة التي استهدفت بها أوكرانيا إنذار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال وضع مخطط لإنهاء حياة رئيس أركان الجيش الروسي.

إنه الجنرال فاليري جيراسيموف البالغ من العمر سبعة وستين عاماً، وقد صدر قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعيينه عام ألفين واثني عشر، وقد وردته معلومات مفادها أن الحالة المعنوية للجنود الروس ربما تأثرت بعد أشهر من المواجهة مع أوكرانيا.

بدأ القادة الروس وعلى رأسهم بوتين يتفقدون العديد من مواقع المواجهة. وقرر جيراسيموف تفقد الخطوط الأمامية في أحد مواقع المواجهة.

أعدت الاستخبارات الأمريكية تقارير مفادها، أن أمراً يتم تدبيره في أوكرانيا بهدف إرسال رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال عملية نوعية تطال قائدا هاما بالجيش الروسي.

على الفور تدخلت الولايات المتحدة لمحاولة منع إتمام العملية. وارتكزت رؤية واشنطن على أن إجراء ستتخذه أوكرانيا بشكل منفرد في سياق المواجهة بينها وبين روسيا. ربما ينتهي إلى نتائج سلبية تؤدي إلى توسيع نطاق المواجهة الأمر الذي يجب أن يكون خاضعا لحسابات دقيقة ومدروسة في أروقة المؤسسات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية.

تدخلت واشنطن ومنعت كييف من استهداف رئيس الأركان العامة للجيش الروسي الجنرال فاليري جيراسيموف عندما كان في زيارة على خط المواجهة، بحسب رواية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

أكدت التقارير الاستخباراتية الأمريكية أن جيراسيموف تأهب لزيارة الخطوط الأمامية في أوج النزاع الروسي الأوكراني وقررت الولايات المتحدة حجب تلك المعلومات عن الجانب الأوكراني.

لم تكن الولايات المتحدة تريد تصعيد حالة التوتر بين واشنطن وموسكو على نحو متسارع؛ لأنها كانت تعلم بتوجهات أوكرانيا ورغبتها في تعزيز الحالة المعنوية لجنودها بعملية نوعية.

حاولت الولايات المتحدة الاستمرار في إخفاء المعلومات المتعلقة بزيارة الجنرال الروسي عن الجانب الأوكراني لكن الرياح لم تأت بما اشتهته السفن.

تسربت معلومات إلى الجيش الأوكراني – لم يكن مصدرها بالطبع الولايات المتحدة – مفادها أن جيراسيموف يخطط لزيارة الخطوط الأمامية وهنا انتوت كييف تنفيذ خطتها لإنهاء حياة المسؤول العسكري الروسي الكبير.

علمت الولايات المتحدة بخطة أوكرانيا وباشر المسؤولون الأمريكيون على الفور اتصالات متتالية مع أوكرانيا و أبلغوها بالتوقف عن خطتها بشأن جيراسيموف.

«قلنا لهم لا تفعلوا ذلك».. كان ذلك اعتراف من مسؤول أمريكي بشأن نية أوكرانيا استهداف الجنرال الروسي.. ورغم ذلك حاول الجيش الأوكراني تنفيذ العملية.

لم يكن تحرك الجيش الأوكراني عاديا في تنفيذ العملية فقد أسفر عن إنهاء حياة مائتي جندي روسي لكن رئيس الأركان لم يتعرض لسوء.

برغم نجاة رئيس الأركان الروسي إلا أن جيشه تعامل بجدية مع العملية التي لم تكن مصادفة أو إجراء إنتقامي بقدر ما كانت خطة مدروسة بعناية فائقة ومبنية على معلومات استخباراتية دقيقة.

عقد كبار قادة الجيش الروسي اجتماعا عاجلا وأجمعوا على تقليل أي زيارات يقومون بها إلى خطوط المواجهة الأمامية.

لجأ الجيش الروسي إلى ذلك الإجراء المؤلم رغم يقين علمه بأنه سيؤثر على معنويات الجنود على أن يتم وضع خطط بديلة لاحتواء ذلك. منها تكريم الجنود في الخطوط الأمامية أثناء زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي سويجو إلى خطوط المواجهة.

وتتزايد تداعيات المواجهات بين روسيا وأوكرانيا فيما بات العالم بحاجة إلى «صوت العقل» لإقرار السلام ووقف النزاع.

Exit mobile version