سر رفض الرئيس مبارك مقابلة الأمير تشارلز في مصر..مفاجأة

بعد رحيل الملكة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا وبروز اسم الأمير تشارلز ولي العهد بأنه من سيتولى حكم المملكة الإنجليزية بعد رحيل والدته، تصدر اسم الملك الجديد مواقع التواصل ومحركات البحث، ما أعاد إلى الأذهان مواقف كثيرة جمعته بالحكام العرب، والتي من بينها موقف مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، فما الذي حدث بينهم؟
النص
وثائق سرية بريطانية كشفت أن الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك رفض لقاء أي من أفراد العائلة الملكية البريطانية خلال سنوات رئاسته الأولى، وذلك بسبب موقفه من طريقة تعامل الرئيس الراحل أنور السادات معها، ورغبته في خلق صورة لنظامه مختلفة عن سابقه، بما في ذلك دور زوجته في المجال العام.

ولكن ما الذي حدث مع الأمير تشارلز الأقرب لتولى منصب الملك في إنجلترا الآن؟

وثائق سرية نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» كشفت أنه خلال الترتيب لزيارته الثانية للندن في فبراير عام 1983، رفض الرئيس المصري الأسبق مبارك دعوة بريطانية للقاء تشارلز أمير ويلز، ولي عهد بريطانيا، وزوجته ديانا أميرة ويلز.

وأعلنت الوثائق عن وجود برقية «سرية عاجلة» إلى وزارة الخارجية في 27 يناير1983، والتي قال سير مايكل ويرسفير بريطانيا في القاهرة إنه تلقى معلومات كانت مفاجأة مذهلة بالنسبة له وللخارجية البريطانية، بشأن موقف مبارك.

وقتها ابراهيم شكري زعيم حزب العمل المعارض أبلغ سير مايكل بأن مبارك قال خلال لقاء قريب معه إنه ليس سعيدًا بالترتيبات التي يجريها البريطانيون، خاصة الدعوة للقاء أمير وأميرة ويلز، موضحًا أن هذه الترتيبات ليست ملائمة لزيارة رئيس دولة، وأن مبارك شعر بأن عليه رفض الدعوة، وفق ما جاء في البرقية.

السفير تنبأ باحتمال أن يكون مبارك قد توقع ترتيب لقاء له مع الملكة شخصيًا وليس ولي العهد وزوجته خلال زيارته للندن.
لكن برقية السفير تقول إن شكري شدد على اعتقاده بأن مسألة رفض مبارك الدعوة البريطانية مجرد سحابة عابرة، وأنه سوف تتاح فرصة قريبا لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

مايكل قال أيضًا في برقيته إنه من الواضح أن مبارك كان يشعر بأن السادات بالغ في الاهتمام بالزوجين تشارلز وديانا اللذين كانا يقضيان شهر العسل في مصر وذلك بعد إلغاء السادات المفاجىء لزيارته المقررة سلفًا إلى النمسا ووصول تشارلز وديانا إلى مصر، حيث أن تشارلز وديانا قضيا الفترة بين 12 حتى 15 من أغسطس عام 1982 على متن اليخت الملكي «بريتانيا» قبالة سواحل مصر، ثم نزلا بمنتجع الغردقة، الذي طارا منه إلى لندن.

وير أكد أن مبارك ربما كان على دراية، بأن وصول الزوجين الملكيين إلى مصر هو الذي دفع السادات لإلغاء الزيارة لفيينا ليكون متواجدًا في مصر لتحيتهما.

وأشار إلى أن رفض لقائه بتشارلز وديانا هو أن ينأى بنفسه عن أسلوب السادات، وأنه خشى أن يثير اللقاء انطباعًا بأنه يشارك السادات في تطلعه إلى المجتمع الراقي، ويهز صورة رجل الدولة الجاد التي يسعى لخلقها عن نفسه.

كيف تصرفت الخارجية البريطانية؟

رد الخارجية البريطانية جاء سريعًا في اليوم التالي، 28 يناير 1983 وردت على سفيرها ببرقية عاجلة أعربت فيها عن حرصها على ترتيب لقاء بين مبارك والعائلة الملكية، ووصفت البرقية رفض مبارك اللقاء بـ «المشكلة الملكية الصعبة».

وعلمت بريطانيا السبب من الدكتور أسامة الباز مستشار مبارك للشؤون السياسية الذي قال إن رفض مبارك كان لسببين أولهما يتعلق بصاحب الدعوة، والثاني يتصل بمبارك شخصيًا.

وأكد الباز أن مبارك اعتبر أن دعوته من جانب ولي العهد للقاء، وليس ترتيب اجتماع مع الملكة إهانة، وأن مبارك وقتها كان يحاول بناء صورة لنفسه فضلًا عن أنه يفضل أن يبقي زوجته بقدر كبير للغاية بعيدا عن الأضواء.

موقف مثير في تاريخ العلاقات المصرية الإنجليزية ولكنه جعل لمباركك بعدها شخصيةً يحترمها الجميع، والتقى في زيارته الثالثة للندن في مارس 1985 بملكة بريطانيا وجاء اللقاء بناء على رغبة الجانب البريطاني.

Exit mobile version