سر سوار رئيس الوزراء البريطاني في قمة المناخ

من الهروب المفاجئ إلى سوار أحمر في معصمه بات رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مسار للجدل مجددا، فما سر ذلك السوار الذي التقطه عدسات المصورين أثناء لقاء سوناك والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة المناخ «كوب 27» المنعقدة في شرم الشيخ، ولما تركز الكاميرات على سوناك بقوة دون غيره.

لم تكد 24 ساعة تمضي على عاصفة الجدل التي خلفها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بهرولته من على إحدى المنصات، حتى طاله الجدل مجددا، عقب ظهور سوار أحمر في معصمه أثناء لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. صورة سوناك بالسوار الأحمر فجرت تساؤلات كثيرة لدى متابعي قمة المناخ.
هل تعمد سوناك ارتداء ذلك السواء؟ وهل هناك أسباب عقدية وراءه؟ أم أن اعتبارات أمنية وراء ذلك التصرف الذي بدا غريبا على من لا يعرفون شخصية سوناك وأصوله غير البريطانية.

تعود أصول رئيس الوزراء البريطاني إلى الهند وهو ما يفسر قصة ذلك السوار وارتداء سوناك له؛ كنوع من التأثر بالموروث الثقافي الأول وتتأكد قوة ذلك الاحتمال بتحليل التصريحات السابقة لرئيس الوزراء البريطاني والذي طالما أكد أنه ليس لديه ثمة مشكلة في أصوله الأولى بل إنه يفخر بها بل وبديانته الهندوسية.

لم تكون صورة السوار الأحمر في معصم سوناك هي الأولى؛ فقد سبق له الظهور أمام أحد مقرات الحكومة البريطانية بذات السوار حيث توافد أنصاره لتقديم التهنئة إليه على توليه المنصب، لكن عاصفة الجدل هذه المرة والتي طالت صورة رئيس الوزراء البريطاني أمام الرئيس السيسي تعود إلى غرابة تلك التقاليد على منطقة الشرق الأوسط على الرغم من انفتاحها على جميع الثقافات.

يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني يظل لفترة قد يطول أمدها مادة رائجة لوسائل الإعلام، التي باتت تركز بشدة على أداء الحكومة البريطانية مع التغيرات المتلاحقة التي تطال حقائبها الوزارية وهي التغييرات لم شملت رئاسة الوزراء ذاتها.

خبراء بالثقافة الهندية ذهبوا إلى أن السوار الأحمر في يد رئيس الوزراء البريطاني صاحب الأصول الهندية يتجاوز ارتداؤه مجرد العادات والتقاليد، وإنما يمتد إلى معتقدات دينية في الديانة الهندوسية مفادها جلب البركة والحماية والحصانة لمن يرتدي ذلك السواء الذي يوضع كخيط على معصم اليد.

عملية تحصين السوار وارتدائه ليس بالأمن الهين بل إنها تقليد وطقس ديني يقوم على إدارته مجموعة من الكهان الكبار الذين يؤدون ما عليهم من طقوس تضمن حلول البركة من الآلهة قبل أن يتم تسليم السوار إلى حامله، وهي أمور من المقدسات في الثقافة الهندوسية.

ولا تتوقف الثقافة الهندوسية على ذلك النوع من السوار، بل إنها تشمل أنواعا أخرى من بينها سوار”راكي” الذي يضمن – وفق المعتقد الهندوسي – تهيئة أجواء من السعادة والألفة والسكينة بين الأشقاء في حالة ارتدائه.

وهكذا تلازم ثقافة التحصين رئيس الوزراء البريطاني منذ بداية مشواره السياسي فسبق له ارتداء سوار مماثل أثناء المنافسة على رئاسة حزب المحافظين وخصوصا أثناء المناظرات الحساسية التي كان منافسوه يحسبون عليه فيها كافة تصرفاته بدقة عالية حيث ارتدى سوناك – حينئذ – سوارا عليه صورة ساحر.

ومعروف عن سوناك البالغ من العمر 42 عاما الانتماء الشديد لثقافته وأصوله الأولى وهو الابن الثالث بين شقيقه الطبيب النفسي وشقيقته التي تعمل في إحدى منظمات التعليم.

Exit mobile version