هي قصة عفو ورحمة شغلت الرأي العام السعودي لمدة 4 سنوات، لتأتي اللحظة الفارقة على منصة القصاص بعد أن كاد أن يقضى الله أمرًا كان مفعولًا وتُنفذ الحدود، إلا أن رحمة الأب فاقت شعوره بالقصاص فماذا حدث في المملكة جعل “القريقري” يعفو عن المسئول عن رحيل ابنه على منصة القصاص في مفاجأة كبيرة؟
مع فلاش باك للواقعة، حيث تعود الأحداث 4 سنوات إلى الخلف، عندما تلقت شرطة مكة عند الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة السبت الموافق 12 يناير 2019 بلاغًا عن وقوع مشاجرة جماعية في أحد أحياء شرق محافظة جدة -حي الحمدانية-واتضح رحيل أحد المشاركين عن الحياة وهو “مواطن في العقد الثالث من العمر”، وهو الشاب أحمد القريقري، والذي فقد حياته في ريعان شبابه، لتدخل القضية إلى أروقة القضاء، إلا أنها عادت للتدوال على نطاق واسع منذ أيام، بسبب المناشدات بطلب العفو.
واستقبل والد “القريقري”، مناشدات العفو، بالكرم والإحسان، حيث عفى عن المسئول عن رحيل ابنه، في ساحة القصاص، ليتصدر “القريقري” الأب، وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي بعد قراره بالعفو الذي فاجئ الجميع.
وقال “القريقري” الأب، إنه قراره بالعفو جاء عندما علم أن المسئول عن رحيل ابنه، وهو وحيد والدته، وبفقدانه ستكون فقدت كل شئ في الحياة.
ومن جانبها، لم تتمالك والدة المعفو عنه الناجي من القصاص مترك القحطاني دموعها وأجهشت بالبكاء فرحاً عقب تلقيها خبر العفو عن نجلها.
وظلت تكرر الدعاء للشاب الراحل بالدعاء لهم بالجنة والسعادة والرزق، مؤكدة أنها لم تيأس من رحمة الله،
وكشفت واقعة عفو “حميد القريقري” عن المسئول عن رحيل ابنه عن مفاجآت كثيرة، حيث رفض “القريقري” أخذ مبلغ 5 ملايين ريال كهدية له بعد اتخاذه قرار العفو.
وبعد العفو، تلقى حميد القريقري هدايا عديدة، حيث قدم له مواطن بعض الهدايا، وكانت تتضمن 5 ملايين ريال أخرى ونحو 6 سيارات، ورغم أن الهدايا كانت كهدية بدون مقابل، إلا أن “القريقري” رفض استلام المبلغ المالي واكتفى بالسيارات، معبًرا عن امتنانه بكلمات مليئة بالاعتزاز.
وفي مفاجأة أخرى، أكد “القريقري” أنه اتخذ قرار العفو بعد أن علم أن المسئول عن رحيل أمه هو وحيد أمه، وأوضح أن هذا القرار اتخذ في لحظة القصاص، حيث تمثلت رحمته في هذا القرار، تلك الواقعة نالت اهتمام كبيًرا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثنى المتابعون على إنسانية “القريقري” وعفوه الذي أتى بدون مقابل، معربين عن امتنانهم لهذا التصرف النبيل.. فما رأيك في تصرف الأب؟