رغم غيابه عن القمة العربية بجدة الجمعة الماضية، أجرى سلطان عمان هيثم بن طارق، بعدها بيومين زيارة إلى مصر، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أن يُعلن ديوان بلاط السلطان العماني، أن “بن طارق” توجهه إلى طهران، وسط تساؤل: هل زيارة السلطان العماني لمصر ومن بعدها إلى إيران ضمن مساعي مسقط لإعادة العلاقات المصرية – الإيرانية مجددًا وخصوصًا بعد عودتها مع السعودية؟
النص:
يتوجه سلطان عمان، الأحد المقبل، إلى إيران، بعد أيام على زيارته لمصر ومباحثاته مع الرئيس السيسي. وقال ديوان البلاط السلطاني العماني، إن الزيارة تأتي لتعزيز روابط الصداقة بين البلدين، وتوطيدًا لعلاقات مثمرة وحسن جوار.
البيان العماني أوضح أن زيارة سلطان عمان إلى طهران، هي تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؛ لزيارة بلاده، وتستغرق يومين ابتداء من الأحد المقبل.
الزيارة العمانية أيضًا في إطار تواصل التنسيق والمشاورات بين قيادتي البلديت؛ لبحث مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وكذلك تدعيم كل ما يرتقي بأوجه التعاون الموجودة، بين الجانبين بمختلف مجالاتها، وأيضًا سُبل تقويتها بما يفيد المصالح المشتركة وتطلعات البلدين في الحاضر والمستقبل.
من جانبه علق الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية الدكتور بشير عبدالفتاح، حول فحوى زيارة سلطان عمان إلى طهران، قائلاً: إن السلطنة اعتادت أن تؤدي دور الوساطة بين طهران وعواصم عربية عديدة، بل أيضًا بين إيران وأمريكا. لذا ليس مسبتعدًا أن يكون هدف زيارة السلطان العمان لمصر تتضمن ضمن برنامجها دفع جهود تقارب مصر وإيران، خصوصًا بعد الإعلان بأيام قليلة أن زيارة سلطان عمان التالية ستكون إلى العاصمة طهران.
ورأى “عبد الفتاح”، أن تقارب إيران مع البلدان العربية، بدأ فعلاً انطلاقًا من وساطة الصين بين الرياض وطهران. وطهران مع أبو ظبي والقاهرة.
وأكد أن التقارب بدأ وسيستمر، خصوصًا وأن بلدان المنطقة تأكد لديها أن الخلافات بينها، أطراف آخرون تستفيد منها، بالإضافة إلى أنها تعطل عن المشروعات التنموية، مما يعزز أهمية دعم جوانب التفاهم والحوار بدلاً من الانخراط في الصراعات والنزاعات.
وتطرق بشير عبد الفتاح، إلى السياسة العمانية تجاه مصر موضحًا أن السلطنة هي البلد العربي الوحيد الذي لم يقطع علاقاته مع مصر بعد توقيعها اتفاقية السلام بعد العام 1978، موضحًا أن سلطنة عمان تحتفظ بعلاقات وطيدة وعميقة مع مصر منذ وقت طويل، وكل الدلائل تؤكد على خصوصية علاقات البلدين.
وكان قد قلّد الرئيس عبد الفتاح السيسي، سلطان عمان هيثم بن طارق، خلال زيارته للقاهرة، الأحد الماضي، أرفع الأوسمة المصرية “قلادة النيل”، فيما قلد السلطان العماني، الرئيس السيسي،، وسام عمان الأول. وجاء ذلك تأكيدًا من قيادتي الجانبين على عمق علاقات البلدين التاريخية، والروابط الأخوية المتينة بين الشعبين الشقيقين.
ختامًا.. عودة العلاقات المصرية – الإيرانية، بوساطة عمانية، ليس مستبعدًا، وقد تكون زيارة السلطان العماني لمصر ثم بعدها لإيران في إطار جولات مكوكية لتقريب وجهات النظر تمهيدًا لإعادة التطبيع المصري – الإيراني. ومن الجدير ذكره أن ذلك يأتي بعد أسابيع قليلة من عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بعد سنوات من القطيعة والجفاء، وأيضًا عقب أيام قليلة من عودة نظام بشار الأسد وحليف إيران الحميم، بعد غياب 12 عامًا إلى جامعة الدول العربية ومشاركته في قمة جدة الجمعة الماضية، بحضور عدد كبير من قادة الدول العربية.