لا يمر عام إلا وانبرت توقعات العرافين على رأسهم بين من يروج توقعاته لأحداث يراها منتقدوهم متوقعة بطبيعتها وبين من يعرض سيناريوهات لوقائع لم تحدث أصلا. لكن إحداهن ربطت بين توقعاتها وكأس العالم وروجت بأنها تقرأ الأحداث التي ستحدث بعد تنظيم تلك الفعالية التي طالما أبهرت عشاق الرياضة في العالم أجمع. فما القصة وراء تلك السيدة؟
تعود شهرة العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف إلى لعبها على وتر الأحدث الهامة قبل رصد توقعاتها التي تثير الجدل بين متابعيها على رأس كل عام، فلا تقتصر توقعات ليلى على مجرد توقع الأحداث الشخصية لعملائها ومرتاديها ومتابعيها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فما بين حدث عسكري ومعارك محتملة واقتصاديات تظهر وتخبو ارتفاعا وانخفاضا تجد العرافة بضاعتها الرائجة.
الغريب فيما تتناوله ليلى عبد اللطيف أنها ربما تتعرض لأحداث هي من اختصاص المحللين العسكريين أو السياسيين الذين لا يتداولون تلك المعلومات الخاصة بمستقبل العالم سوى في غرف مغلقة، لكن من يدري؟ لعل توقعا يصادف الواقع وفق تحليل بعيد عن العرافة؛ فتزداد شهره صاحب ذلك التوقع قوة بين المتابعين.
أثار مطابقة بعض توقعات ليلى لواقع الأحداث على مدار السنوات الماضية، حالة من الاطمئنان إليها بين عدد ليس محدود من المتابعين، وإن كان بعض ما توقعته سيناريوهات كان مقررا حدوثها بحكم مسار الأحداث والتهديدات المتبادلة بين دول بعينها وتراجعا ملحوظا لدى العديد من الاقتصادات.
التوقعات الماضية التي ألقتها ليلى في سنوات ماضية رفعت رصيدها لدى جمهورها، حيث تناولت الشأن السياسي والعلاقات بين الدول وتوقعت بعض الأحداث التي حدثت في مصر بالفعل، فضلا عن توقعاتها حول تحسن العلاقات بين تركيا ومصر وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية ودولة عربية أخرى، فضلا عن حالة الفوضى التي تهدد السودان.
معارضو تلك التوقعات يرونها مجرد اجتهاد قائم على تقارير إعلامية مهدت لوقوع تلك الأحداث فضلا عن تصريحات للعديد من السياسيين والقادة بشأن مسار العلاقات بين دولهم وغيرها من دول الجوار أو الدول التي عانت علاقتها بها نوعا من التوتر جراء خلافات كانت في أصلا وقتية وعابرة، فضلا عن أن توازنات المصالح التي تحكم سياق العلاقات الدولية باتت المحدد الأساسي للعلاقات البينية بين مختلف دول العالم.
لكن يبدو أن الحظ قد تحالف مع ليلى عبد اللطيف، في توقعاتها السابقة لتظهر على رأس كل سنة أمام متابعيها وكأنها صاحبة النصيب الأوفر من مصداقية التوقعات المثيرة للجدل، وأمام كأس العالم المرتقب في قطر تجد التوقعات سوقا أكثر رواجا بين متابعي ليلى التي نجحت في ربط توقعاتها بحدث رائج يضمن لها مزيدا من الانتشار بدلا من ربط التوقعات التقليدي القائم على إطلاقها في بداية كل عام.
ذهبت هذه المرة إلى احتمالات رأتها مؤكدة بشأن تشكيل تحالف صيني كويتي تقود بكين المصالح المتعلقة به في دول الخليج وإيران، فضلا عن احتمالات أشد قوة حول زيارات عربية مرتقبة إلى إيران، ولم تقف التوقعات عند هذا الحد فقد أكدت أن تشكيل حلف عسكري عربي بين الدول العربية كافة بات قاب قوسين من إطلاقه.
لكن السيناريو الأسوأ في توقعات ليلى عبد اللطيف سيخيم على الولايات المتحدة الأمريكية التي ستكون على موعد من زلزال مرعب يهدد بكوارث صعبة وربما يخلف عددا ليس بالقليل من الضحايا، فضلا عن حدوث موجات تسونامي.