لا تتوقف قلوب السوريين عن الارتجاف بسبب الهزات الأرضية المتتالية التي تضرب الأرض السورية منذ زلزال السادس من فبراير الماضي والذي تسبب بخسائر فادحة في الأرواح، بالإضافة إلى آلاف المباني السكنية المهدمة لكن الأكثر قسوة على الصائمين ما حدث خلال الـ 24 ساعة الماضية حيث تم رصد 16 هزات أرضية متتالية.. ماذا يحدث في أرض الشام؟
في وقت تستعد فيه الدول العربية والإسلامية من أجل الاحتفال بعيد الفطر المبارك خلال الأيام القليلة القادمة وقضاء الساعات الأخيرة من شهر رمضان الكريم في عبادة وسكينة وطاعة لله، كان السوريون في شأن آخر حيث لم تتوقف الأرض عن الاهتزاز وبلغت القلوب الحناجر وبلغ الخوف مبلغه، حيث ضربتهم 16 هزات أرضية متتالية خلال 24 ساعة فقط.
وأعلن مرصد الزلازل السوري، أن محطات الشبكة السورية للزلازل رصدت 16 هزات أرضية في البلاد، خلال 24 ساعة الماضية.
وأشار المرصد، إلى أن الهزات الأرضية ترواحت شدتها، ولكنها كانت بقوة أقل من 4.4 على مقياس ريختر.
وحدد المرصد، مركز الزلازل الـ 16 التي تم رصدها خلال الساعات الـ 24 الماضية، مؤكدًا أنه تم تسجيل 7 زلازل في في لواء اسكندرون وشاطئه تراوحت شدتها بين 2 و2.9 على مقياس الزلازل.
كما تم رصد هزة أرضية في المنطقة جنوب شرق بيروت بـنحو 41 كم وصلت شدتها إلى 3.6 على مقياس ريختر، وهزة تاسعة في المنطقة جنوب شرق حماة بنحو 3 كم، سُجلت شدتها بـ 1.6 على مقياس ريختر،
وبحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، لفت المرصد إلى أنه بالإضافة إلى الهزات السابقة في البر السوري، تم رصد 7 هزات أرضية في البر التركي تراوحت شدتها بين 2.1 و4.3 على مقياس ريختر.
وقد تحدث الزلازل في أي نقطة في العالم لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة، حيث يكون الحزام الناري الأخطر على الإطلاق ويحدث به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ثم الحزام الألبي الذي يحدث به 17% من الزلازل ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
وكشف تاريخ الزلازل خلال العقود الماضية، أن دول الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان الأكثر عرضة للزلازل في العالم.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية تأتي بالأنماط نفسها عاما بعد عام، حيث يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي وقت ولكنها كل مرة تكون بنفس الأنماط العامة.
وكانت تقارير صحفية أكدت أن المناطق التي تطل على البحر المتوسط تعد أكثر المناطق المعرضة للزلازل بسبب التقارب بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وهذا يظهر بشكل واضح في الزلازل بدول مثل قبرص وتركيا واليونان والجزائر والمغرب.
ومع كل هذا أكثر ما يخشاه السوريين أن تكون الهزات الأرضية المتتالية على الرغم من ضعف قوتها، أن تكون مجرد تحضير لزلزال ضخم قادم يستعد للإعلان عن نفسه والخروج لتمزيق الأرض.