بدا هيكلا نشازا. حاول اصطياد المشاهدات فوقع في مصيدة الجريمة وما أن انفرد بنفسه حتى ارتكب فعلا تقشعر له الأبدان.
حَصْدُ التريند أصبح ذلك الهدف مقدسا لدى كثير من «اليوتيوبر» وصناع المحتوى لكن بعضهم لم يجد لتحقيق ذلك الهدف سوى الطعن في المقدسات ذاتها؛ ليكون الطعن في أقدس كلام هو سبيل الترند.
يفتقر عدد ليس بالقليل من مشاهير مواقع التواصل الإجتماعي إلى الوعي بثقافة المجتمعات التي يخاطبونها بمحتواههم عبر تلك المواقع، فضلا عن جهل البعض بالتداعيات القانونية المترتبة على نشر محتوى «غير لائق» قد ينتهي بأصحابه إلى المساءلة – وعندئذٍ – لا يسمع المحققون منهم سوى كلمة «كنت أريد حصد المشاهدات».
موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام لا تمانع في نشر أي محتوى مع الالتزام بضوابط محدودة تضعها الشركات القائمة على تلك المواقع التي تتيح للمتابعين آلية الإبلاغ عن المحتوى المسيء أو المخالف لثقافة المجتمعات التي يتم تقديم ذلك المحتوى إلى أبنائها.
ورغم سقف الحرية المتاح للنشر عبر تلك المواقع ووضع ضوابط للنشر بما يراعي حقوق الإنسان وستره وكرامته وحياءه، إلا أن تلك الضوابط قد لا تراعي في أغلب الأحيان ثقافة المجتمعات المحلية، فينشر من شاء ما شاء في أي وقت يشاء. خصوصا وأن ما يقبله مجتمع قد يعتبره آخر فعلا مجرما وفق القوانين والأعراف المحلية.
مغردون نشروا مقاطع ومنشورات تحذيرية عبر صفحاتهم بعد أن تحولت مقاطع الفيديو التي نشرها الشاب إلى هدف معلن للبلاغات لأن حيث تعمد وضع آيات القرآن الكريم خلفية صوتية لرقصاته التي عدَّها مستخدمو مواقع التواصل مثيرة للاشمئزاز وتستوجب تحركا قانونيا عاجلا حال تحديد هوية الشاب وتحليل المقاطع التي بثها فنيا.
مقطع الفيديو الذي أثار ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودفع آلاف المستخدمين للمطالبة باتخاذ إجراءات بشأنه أو على الأقل تقديم بلاغات إلى يوتيوب بشأنه تمهيدا لإزالته ووقف نشره، عرض حركات مريبة لشاب يؤدي رقصة شبابية غريبة.
تعمد الشاب الانفراد بنفسه في مكان خالٍ وبدأ الرقص مع خلفية صوتية لصوت أقرب إلى صوت القارئ الكويتي مشاري بن راشد العفاسي الذي يبدو صوته على أنه يقرأ حديثا نبويا عن الرسول -–صلى الله عليه وسلم -.
تتضمن الخلفية الصوتية صوت القارئ الكويتي وهو يقرأ الحديث النبوي الشريف: «خمس ليس لهن كفارة…» وذلك دونما أن يكتمل الحديث بصوت قارئه.. فيما يتم تكرار تلك الخلفية الصوتية ليكرر الشاب عليها رقصات ريميكس فيما ظن بعض المستخدمين أن الصوت المسموع في الخلفية هو صوت تلاوة قرآنية.
حتى الآن لم يتم الوصول إلى معلومات وافية بشأن الشاب المثير للجدل وتصرفه. لكن المستخدمين بدأوا تتبع مقطع الفيديو للوصول إلى هُوية ذلك الشاب وتحديد دوافعه من ارتاب ذلك الفعل الذي تقشعر له الأبدان.
بعد تتبع مقطع الفيديو تبين للمستخدمين أن الشاب تعمد آداء تلك الحركات المريبة مستخدما نصا دينيا كخلفية صوتية؛ وذلك بهدف حصد المزيد من المشاهدات والمتابعات على إحدى القنوات الرائجة على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب.
ناشد المستخدمون جميع المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم بلاغات عن ذلك المقطع عبر الآليات المتبعة في مواقع التواصل الاجتماعي لحجب مقطع الفيديو.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي شروحات لطريقة حجب مثل تلك القنوات بتقديم بلاغات متتالية بشأنها إلى موقع اليوتيوب.
لم تتوقف مهاترات الشاب على ترويج المقاطع المسيئة على اليوتيوب بل واصل الترويج عبر تطبيق التيك توك.
المستخدمون قرروا الإبلاغ عن مقاطع الشاب دون مشاهدتها حتى لا يروجون له دونما قصد. وهكذا أراد أن الشاب الترويج لحصد مشاهدات بمحتوى سيكون بداية النهاية لشهرة زائفة لم تحترم دينا ولم تراع نصوصا مقدسة أراد أن يتعرض لها فبقيت واندثرت حماقاته. ولسان حال متابعيه يقول:
ماضرّ شمسَ الضّحى في الأفق طالعة، أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر