«إسقاط الاستبداد أملي.. وانتصار الشاب غايتي».. رسالة صادمة فاجأت المرشد الإيراني الأعلى على خامنئي وتشتد قسوتها عليه حينما يعلم مصدرها .. ويبدو أن المرشد بات عاجزا عن احتواء أقرب الأقرباء.
منذ اللحظة الأولى لقضية الفتاة مهسا أميني التي خلَّد الشباب الإيراني اسمها عاليًا.. أصبحت البلاد على شفا جُرفٍ من فوضى عارمة.. كان المرشد الأعلى على خامنئي طرفًا فاعلاً فيها وفي أول تعليق له على الأحداث بدا الرجل متعاطفًا مع مهسا أميني وداعمًا لموقف الأجهزة الأمنية الإيرانية في استخدام القوة المفرطة ضد شباب لا ذنب لهم سوى المجاهرة بحقهم في الحرية.
عائلة المرشد الإيراني ذاتها بدت منقسمة بوضوح وظهر جليًا أن هناك أسرارًا قد تنهي الصورة المقدسة لرجل أمسك بتلابيب السلطة الدينية العليا في إيران، وأصبح ما يوصف بالرئيس المنتخب أمام سطوته ليس إلا مجرد موظف يتقاضى راتبًا وينفذ التعليمات.
«بدري خامنئي».. هي الشقيقة الوحيدة للمرشد الإيراني على خامنئي. والغرابة أنها تزوجت على يديه رجلاً من أشد المعارضين للنظام الإيراني انتقادًا. ولم تشفع لها أخوتها للمرشد في نجاة ابنتها من سطوته حيث اعتقلت ابنتها مؤخرا على خلفية موقفها الرافض لسياسة النظام في التعامل مع الشباب.
رأت بدري خامنئي أن تصدح بكلمة الحرية في وجه نظام على رأسه شقيقها وقالت، إن لديها أملا في أن ترى انتصار الشعب وإسقاط النظام الاستبدادي الحاكم في إيران.
«إن العديد من الأمهات أصبحن ثُكالى خلال العقود الأربعة الماضية، لذا أرى أنه من المناسب أن أقف إلى جانبهن عبر إعلان البراءة من شقيقي».. بذلك النداء رأت شقيقة خامنئي في رسالتها التي وجدت لها جمهورا رائجا في إيران أن النظام الإيراني لم يعد صالحًا ولا مؤتمنًا على حكم البلاد بعد أن دفع الشباب حياتهم ثمنا لمطالبهم بالحرية.
تبدي شقيقة خامنئي كامل تعاطفها مع جميع الأمهات الحزينات إثر جرائم نظام الجمهورية الإسلامية من عهد الخميني إلى العصر الحالي الذي وصفته تلميحًا وتصريحًا بأنه عهد الخلافة الاستبدادية لعلي خامنئي.
كان اعتقال السلطات الإيرانية ابنة شقيقة المرشد البداية الأولى لانقلاب بدري خامنئي على شقيقها بعد أن شددت في رسالتها على أنه: مثل كل أمهات الإيرانيات، اللواتي يعشن الحداد، وتشعر بالحزن أيضا لابتعاد ابنتها عنها. ورأت شقيقة المرشد أنهم عندما يعتقلون ابنتها بالعنف، من الواضح أنهم يمارسون العنف آلاف المرات على أبناء وبنات الآخرين المضطهدين.
فريدة مراد خاني طهراني.. اسم جديد يضاف إلى قائمة تحوي آلاف الشباب الإيرانيين القابعين في سجون المرشد الأعلى. لكن ذلك الاسم ربما يكون سببًا في ترنح نظام بأكمله رغم أن ذلك النظام ظل عقودًا يحكم قبضته على شعبه بقوة غاشمة زاعمًا أنه يستمد سلطته من السماء بينما السماء بريئة مما فعله في شباب أبرياء.
قد تلحق فريدة مراد بمهسا أميني لكن الأولى قد تتعرض إلى انتهاكات أشد وطأة لأن جريمتها ليس في ظهور خصلة من شعرها مثل أميني. لكنها وجهت انتقادات طالت رأس النظام الإيراني ذاته .. فهل يهتدي خامنئي يومًا إلى مراجعة فكرية لآلية حكم تهدده أخطار العناد السياسي من كل جانب.. أم يترك أوضاع الداخل الإيراني رهن مفاجآت يكره المرشد حدوثها.. وحدها الأحداث قد تجيب لاحقا على ذلك التساؤل.