يبدو أن كوريا الشمالية قررت التفتيش في نوايا الخصوم قبل أن يحولوها إلى واقع على الأرض. بعد أن تصدَّرت المواجهة الجديدة تلك السيدة صاحبة الترتيب الثاني والمرأة الأكثر نفوذاً بعد الزعيم الكوري الشمالي في بيونج يانج.
إسناد قيادة مهمة الردود الحاسمة هذه المرة كان من نصيب «كيم يو جونغ» شقيقة الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ أون» وأخته الصغرى تلك السيدة التي لا تختلف شخصيتها كثيراً عن شخصيَّةِ شقيقها سوى في أحرف قليلة في اسميهما.
تصريحات «كيم الشقيقة» تؤكد تماثل عقليتها تماماً مع منهج «كيم الزعيم» الذي لطالما حبست شبه الجزيرة الكورية أنفساها لمجرد دقائق يقضيها الرجل في تفقد قواعد عسكرية أو منصات إطلاق المقذوفات أو التجارب الباليستية.
تلتهب علاقات الجارتين الكورية والشمالية، حتى تؤججها التصريحات العدائية المتبادلة بينهما والتي تستأثر بيونج يانج بنصيب الأسد منها. وتحديداً بتصدير «كيم يو جونغ» السيدة الأشد بطشاً بعد شقيقها واجهة الردود التي بدت مؤخراً «وصلة تأديب» قررت أن تضع كل خصم بها من خصوم بلدها أمام خط أحمر لا ينبغي تجاوزه.
«إنَّ مجرد التفكير في فرض عقوبات على كوريا الشمالية كلام مقزز»، هكذا ردت كيم يو قالت برسالة مباشرة إلى الجارة الجنوبية وحليف سيول الأمريكي على مطالب فرض العقوبات على بلادها. ورغم ما يتضمنه الرد الكوري الشمالي على لسان الشخصية الثانية في بيونج يانج من تلاسن سياسي، إلا أن «كيم يو» حرصت على توصيف الخصوم بقوائم رأتها مناسبة لحجمهم الطبيعي.
بيان الأسطر القليلة الصادر بمجلس الأمن الدولي بإدانة إطلاق بيونج يانج مقذوفات باليستية، والذي وقعته ألبانيا وفرنسا وأيرلندا والهند والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى كوريا الجنوبية واليابان وخمس دول، استفز كوريا الشمالية التي دعت شقيقة زعيمها إلى تأديب الخصوم حيث قالت: «إن البيان صدر عن الرعاع بريطانيا وفرنسا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية».
تصريحات «كيم الشقيقة»، استفزت كوريا الجنوبية التي اعتبرتها أوصافا مهينة بحق سيول، التي قالت وزارة الدفاع لديها إنها بصدد دراسة فرض عقوبات جديدة على كوريا الجنوبية جرَّاء عمليات المقذوفات الباليستية التي تباشرها بيونج يانج.
شقيقة الزعيم الكوري الشمالي وضعت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس قائمة التأديب، لكنها خصَّتها بإنذارٍ خاص، بقولها: «إنَّ واشنطن تضع نفسها في مواجهة مع أزمة أمنية أكثر فتكاً»، وذلك ردا على جهود واشنطن لإدانة التجارب الكورية الشمالية أمميًا.
«البيان الصادر بمباركة أمريكية في مجلس الأمن ينتهك سيادتنا و استفزاز خطير».. بذلك السطر الوجيز هددت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي الولايات المتحدة بشكل مباشر.
أطلت «كيم يو جونغ» بسحنتها العسكرية عبر شاشة تلفاز بلادها تنذر كوريا الجنوبية بقولها:
«إذا اعتقدوا أنهم يستطيعون الهروب من الوضع الخطير الحالي بالعقوبات، فلا بد أنهم أغبياء حقا لأنهم لا يعرفون كيف يعيشون في سلام وراحة».
تصريحات كيم يو جونغ على هذا النحو، ليست الوحيدة في صراع التلاسن بينها وبين خصوم بلادها، فقد سبق أن طالبت رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، بأن «يغلق فمه» على خلفية عرضه تقديم مساعدات لبلادها لنزع السلاح المهدد للاستقرار، بل إنها اعتبرته «ساذج وطفولي»، بينما رد الأخير ببيان رأى «شقيقة كيم ذات ملاحظات وقحة».
وسبق لـشقيقة الزعيم الكوري الشمالي أن محت دور وزير دفاع كوريا الجنوبية سوه ووك، بعد أن وصفته بأنه «رجل لا معنى له.. وأن بلاده يجب أن تضبط نفسها قبل أن تواجه كارثة». دبلوماسيا تخرج شقيقة الزعيم الكوري الشمالي عن السياق لكنها سياسيا ترى أن ذلك حق بلادها في الدفاع عن نفسها بكل الطرق حتى لو تضمنت إحداها «لسان أفعى قادر على شل حركة الخصم».