في صدفة غريبة للقدر، ووفقًا لصحيفة “هارتس” الإسرائيلية، التي كشفت أم مقر السفارة الأمريكية في القدس يصادف مكان معسكر صلاح الدين ضد الصليبيين ، حيث أشارت في تقرير لها، بعد إعلان ترامب، الرئيس الأمريكي، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وكان الرئيس الأمريكي، قد صدق على مشروع قرار، الأربعاء الماضي، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وذلك بعد اعترافه بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في قرار أثار غضب الوطن العربي والإسلامي.
ووفقًا لتقرير أعدته صحيفة “هارتس” الإسرائيلية، فأن ترامب، كل ما يحتاجه بعد قرار نقل السفارة، هو نقل السفير الأمريكي فقط، خاصة وأن مبنى السفارة موجود ونُعد من قبل، وبات جاهزًا ليضم القنصلية والسفارة الأمريكية معًا.
وأشار تقرير صحيفة “هارتس” ايضًا، أن مكان القنصلية مر عليه العديد من الأحداث، خاصة وأنه قد تم إنشاءه عام 1868، على يد المبشر الألماني فرديناند فستر، ويشمل المبنى طابقين فقط، قبل أن يضاف له الثالث في بداية القرن العشرين.
وعن موقع القنصلية الحالي، فيقع في شارع جرشون أجرون، في القدس، ويبعد أمتار قليلة عن مقبرة “مميلا” أو “مأمن الله”، وهي المسافة نفسها التي يمكن سيرها في 4 دقائق فقط، وتم ذكرها في كتاب “المفصل في تاريخ القدس”، لـ عارف العارف، وأكد أن تلك المقبرة هي أكبر وأقدم مقابر القدس، وشهد هذا المكان مسح سليمان ملكًا وفيه عسكر سنحاريب ملك الآشوريين، عندما هبط إلى القدس في عام 710 قبل الميلاد.
وأيضًا، ألقى ملك الفرس بجثث الشهداء الذين قاموا للقتال دفاعًا عن المدينة في عام 614 قبل الميلاد، أما المفاجأة، هي أن نفس المكان شهد معسكر صلاح الدين الآيوبي، الذي أقامه في حربه لاسترداد القدس من أيدي الفلسطينيين عام 1187 ميلاديًا، حسبما ذكر الكتاب “مفصل في تاريخ القدس”.
ووفقًا للكتاب أيضًا، فأن صلاح الدين الأيوبي، بعد تحرير القدث منذ ما يقرب من 830 عامًا، قد أوصى بأن يدفن كل من استشهدوا دفاعًا عن المدينة داخل تلك المقابر، كما كان العلماء قبل موتهم يوصون بدفنهم هناك، فكانوا يحملون من القاهرة إلى المقابر لتدفن هناك، من بينهم عبادة بن صامت، والفقية شهاب الدين أبو العباس، والعالم عيسى بن محمد العماري.