كانت نقطة تحول كبيرة فى المعارك بأوكرانيا، فهى ورقة روسيا الرابحة فى استهداف البنية التحتية بكييف، إنها المسيرات الإيرانية والتى حصلت على سمعة كبيرة وأرادت العديد من الدول الحصول عليها ولكن أن تطلبها الجزائر شأن آخر فى ظل علاقات معقدة مع طهران، ماذا حدث فى بلاد الراى؟
في مفاجأة من العيار الثقيل، كشف مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية إن 22 دولة تريد شراء الطائرات المسيرة الإيرانية، وأن من بينها دولة عربية كبيرة.
وذكر أن من بين الدول التى ترغب فى شراء الطائرات المسيرة الإيرانية، الجزائر وأرمينيا وطاجكيستان وصربيا وفنزويلا.
ويأتى إعلان المسئول الإيرانى ليمثل مفاجأة كبيرة لاسيما فى سياسة أغلب الدول العربية مع إيران، القائمة على تجنب التعامل مع النظام الإيرانى فى ظل العقوبات الدولية المفروضة عليه، بالإضافة إلى تدخل طهران فى الشأن الداخلى للعديد من الدول العربية على رأسهم العراق ولبنان وسوريا واليمن.
ويثير التقارب الإيرانى الجزائرى فى حال اتمام الصفقة التساؤلات حول الموقف الجزائرى السعودى، لاسيما فى ظل اعتذار الأمير محمد بن سلمان عن حضور القمة العربية بالجزائر، وكذلك غياب الرئيس الجزائري عن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بقيادة ولى العهد السعودى والرئيس عبدالفتاح السيسى بشرم الشيخ، وهل العلاقة بينهما على ما يرام؟
كما أن إقدام الجزائر على شراء مسيرات إيرانية قد يعرضها لعقوبات أمريكية وأوروبية فى ظل العقوبات الدولية المفروضة على النظام الإيراني.
ومن المعروف حالة التوتر القائمة بين السعودية وإيران والتى مرت على مدى سنوات طويلة بمراحل مختلفة من التقارب الحذر والبعد والتوتر، إلا أنها دائما ما تكون نقطة مشتعلة.
وحصلت المسيرات الإيرانية على شهرتها، من استخدامها على الأرض في الوقائع على الأراضى الأوكرانية حيث تستخدمها روسيا في عملياتها ضد الأهداف فى كييف.
وأثبتت المسيرات الإيرانية التى حصلت عليها روسيا كفاءتها فى العمليات العسكرية مما جعل عليها إقبالًا كبيرًا من العديد من الدول، والتي جاءت من بينها الجزائر.
ويبحث البيت الأبيض، فرض عقوبات جديدة ضد إيران، رداً على تزويدها روسيا بطائرات مسيّرة تُستخدم في العمليات العسكرية في أوكرانيا.
كما أقر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين عسكريين إيرانيين، بينهم الجنرال محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، يزودون روسيا بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع تستخدم فى أوكرانيا، وكان مجلس الأمن الدولي ناقش في جلسة مغلقة ملف المسيّرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا في شن العمليات العسكرية بأوكرانيا.
وكانت روسيا قد كثفت استخدام المسيرة الإيرانية شاهد – 136 ضد أهداف حيوية في المدن الأوكرانية مثل محطات توليد الكهرباء والمياه ومحطات تحويل الطاقة الكهربائية في الآونة الأخيرة.
وقال مسوؤلون أوكرانيون أن العمليات العسكرية الروسية تمت بواسطة المسيرات وأنها قد الحقت الضرر بنحو 40 في المئة من طاقة إنتاج الكهرباء في البلاد.
هذه المسيرة الصغيرة التي تزن نحو 200 كليو جرام والتي تشير تقديرات إلى أن قيمتها تتراوح ما بين 20 إلى 50 ألف دولار، تعتبر رخيصة للغاية بالمقارنة مع المقذوفات بعيدة المدى أو المجنحة التي استخدمتها روسيا في بداية العملية العسكرية بأوكرانيا.
الجيش الجزائري من أقوى الجيوش فى العالم وليس عربيا فقط، فيأتى فى المرتبة الـ 3 عربيا كأقوى الجيوش العربية لعام 2022، بعد مصر والسعودية، وكذلك الـ21 عالميا والأول إفريقيا من حيث أعلى ميزانيات الدفاع في العالم، ويحرص الجيش الجزائرى على تطوير معداته العسكرية باستمرار.. فهل تكون المسيرة الإيرانية التى يريد الحصول عليها نقطة خلاف عربى؟