«قتله بدم بارد».. طالب يقتل زميله بمطواه بالمنوفية، لقي طالب مصرعه على يد زميله بعد وصلة مزاح أدت إلى مشادة كلامية بينهما تطورت للمشاجرة بالسلاح الأبيض «مطواه قرن غزال» انتهت بوفاة أحدهما، أثناء الفسحة داخل مدرسة الزراعة بشبين الكوم بالمنوفية.
وتلقى اللواء سمير أبو زامل مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مديرية البحث الجنائي بقيادة اللواء سيد سلطان مدير الإدارة، الذى أمر بانتقال الجهات الأمنية المختصة بمثل هذه الجرائم إلى مكان الحادث.
وتبين من التحقيقات سقوط شخص يدعي «أ.ح.ع» ١٨ سنة، طالب ومقيم بقرية تابعة لمدينة شبين الكوم، قتيلًا داخل فناء المدرسة الثانوية الزراعية على يد زميله «م.ص.ع» ١٨ سنة ومقيم بقرية سلكا بشبين الكوم عقب تحول مزاح بينهما إلي مشاجرة بالمطواه وتلقى الأول طعنة نافذة بالصدر أدت إلى وفاته.
وأمرت الجهات المعنية بنقل الجثة إلى مستشفى المعلمين الخاص بمركز شبين الكوم، وتحرير محضر بالواقعة ورقمه 19363 بمدينة شبين الكوم دائرة القسم.
وقرر مختار شاهين، وكيل وزير التربية والتعليم، تشكيل لجنة تقصي من المديرية ومتابعة التحقيقات لاتخاذ اللازم تجاه الواقعة.
ومن المعروف أن حوادث العنف فى المدارس الحكومية وصلت زروتها مؤخرًا فقد وصلت نسبتها إلي 68%، ويرجح القائم بالاحصائية السبب إلي كثرة الطلاب بالتعليم الحكومي، كما وصلت نسبة الاعتداء البدني داخل المدارس إلي 52%، ويعتبر المعلم أكثر عنفًا واعتداءًا علي الطلبة بنسبة تقترب من النصف، يليه الطالب بنسبة الثلث.
وتتنوع أسباب العنف فى المدارس بين الطلاب فيأتي التدخين فى المقدمة، يليه السرقة، ثم مشاجرات حصة الألعاب بسبب كرة القدم، كذلك المشاجرة علي الأموال، ويأتي فى مرتبة متأخرة التعدي علي مدرس انتقامًا من سلوكه العنيف نحو الطالب المعتدي، ويأتي السلاح الأبيض كشعار لأهم هذه الخناقات وظهرت مؤخرًا حلات فردية وجماعية استخدم فيها المطواة أوالكاتر أو اسكين المنزل.
وتبدأ أغلب المشاجرات بين الطلاب وبعضهما البعض بالمزاح ثم تتحول إلى مشاجرة، وتتواجد أغلب هذه الخناقات بالمدارس الحكومية أثناء الحصص الفارغة والفسحة، ويرجح أغلب المهتمين بمثل هذه القضايا إلى أن أهم أسباب وقوع مثل هذه الجرائم فى المدارس بسبب غياب الرقابة الداخلية، مشددين إلى وجوب تواجد المشرفون فى الأماكن المغلقة ومراقبة سلوك الطلبة أثناء تواجدهم فى البدروم ودورات المياه.
ويمكن تلخيص أهم أسباب العنف فى المدارس كما وردت فى تقارير المركز القومي للبحوث وكذلك بعض أبحاث الخبراء فى مجال التعليم التربوي، وجاء فى المقدمة أن العنف المدرسي أصبح جزءًا من العنف الذي أجتاح المجتمع فى الفترات الأخيرة، نتيجة الاحتقان الذي يعاني منه أولياء الأمور بسبب كثرة مطالب الحياة اليومية مما أدى إلى غياب دور الأسرة فى التربية السليمة للطلاب وشعور الطلاب بالكبد وانعدام الثقة فى انفسهم بسبب التجاهل.
وغياب دور رجال الدين فى تربية جيل علي التقاليد والأخلاق الحميدة واستغلال طاقات الشباب فى الأنشطة الرياضية مع توفير أوقات مناسبة لهم يوميًا بممارسة هذه العادات، ويجب تعيين مشرفين مدربين وأخصائيين اجتماعيين لمتابعة الطلاب وحالتهم النفسية باستمرار، ولكن أخطر ماجاء فى هذه التقارير كان الإعلام وما يتناوله من قضايا عنف جعلها ظاهرة تأثر علي المجتمع بأكمله، كذلك شاشات التليفزيون وماتحويه من أفلام العنف والجريمة وسعي الشباب المراهق للتقليد.
جدير بالذكر أن غياب أهمية مكاتب الخدمة الأجتماعية بالمدارس والمعتمدة من الوزارة وتهميش دورها فى المدارس علي مستوي الإدارات التعليمية بجميع نواحي الدولة والتي تضم عدد لابأس به من الأخصائيين الأجتماعيين والأطباء النفسين وتقليص دورهم فى مواجهة المشاكل الأكثر تعقيدًا وإضعاف إمكاناتها بحيث لا تتمكن هذه الجهات من ممارسة دورها مع جميع الطلاب بسبب كثافتهم العالية فى المدراس الحكومية زاد من عدد الجرائم المرتكبة مؤخرًا.