يبدو أن تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أغضبت الجانب الإثيوبي قليلا، إذا أصدرت الخارجية الإثيوبية بيانا غاضبا بعد ساعات قليلة من تصريحات رئيس الدبلوماسية المصرية بشأن السد النهضة، ليكون ذلك البيان الغاضب كمن وضع البنزين على النار المشتعلة من الأساس والمستمرة في الاشتعال منذ عقود عدة قد تخبو وقد تزيد اشتعالا في بعض الأحيان إلا أنها لم تخمد منذ 2011.. لماذا تصاعد الدخان من أديس أبابا؟
أصدرت الخارجية الإثيوبية، بيانا غاضبا، يكشف مدى تأثير تصريحات الوزير المصري سامح شكري والذي قال فيه إن كل الخيارات مفتوحة أمام مصر في أزمة سد النهضة حيث ستظل كافة البدائل متاحة وأن مصر لها قدراتها وعلاقاتها الخارجية ولها إمكانياتها في هذا الملف.
وقالت الخارجية الإثيوبية، إن الحلول الودية لقضية سد النهضة مع مصر والسودان ممكنة، إذا توفر حسن النية، مشترطة أن يكون ذلك تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
وكذلك عبرت أديس أبابا، في بيانها عن رفضها لتصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري، وحديثه أن كل الخيارات حول سد النهضة مفتوحة.
لتتجاهل إثيوبيا في بيانها سنوات طويلة من المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي ثم تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية بل أنها تملصت من توقيع اتفاق نهائي كان سيحل الأزمة من جذورها برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عندما وقعت مصر حينها بالأحرف الأولى، وهربت إثيوبيا وانسحبت من التوقيع لتعيد القضية إلى المربع صفر من جديد.
وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أكد أن مصر تتابع كل ما يتعق بإجراءات إثيوبيا الأحادية، رافضا تحركها نحو الملء الرابع لبحيرة السد، مؤكدًا أن القاهرة لها الحق في الدفاع عن مقدرات ومصالح شعبها، وأن تتخذ مواقف تراعي كافة الاعتبارات والعلاقات الدولية.
وشدد على أن كل الخيارات مفتوحة أمام مصر في أزمة سد النهضة حيث ستظل كافة البدائل متاحة و أن مصر لها قدراتها وعلاقاتها الخارجية ولها إمكانياتها، لافتًا إلى أن القاهرة تكتفي بالتصريح أن كل الخيارات مفتوحة دون التطرق لتحديد إجراءات بعينها، وبالتالى هذا ما يخدم المصلحة المصرية، وأن تظل كافة البدائل متاحة أمام مصر التي لها قدراتها.
في الوقت ذاته كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد مؤخرا أهمية الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لكل الأطراف بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد قام بزيارة من ساعات إلى أديس أبابا، فيما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية أن ملف سد النهضة على أجندة اجتماعه مع المسئولين الإثيوبيين.
يأتي ذلك فيما كشفت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير بلينكين سبق وأن ناقش قضية سد النهضة مع المصريين خلال وجوده بالقاهرة يناير الماضي، وبالتالى سيكون هناك فرصة لمناقشة ملف سد النهضة مع المسؤولين الإثيوبيين في أديس أبابا.
كل هذه الإجراءات والأحداث، تعبر عن مدى ما وصل إليه التفاوض بشأن سد النهضة الإثيوبي الذي بنته إثيوبيا بزعم النهضة لإثيوبيا ليكون له نصيب من أسمه إلا أنها سببت مشاكل ضخمة لدولتي المصب السودان ومصر، وترفض التوقيع على أي اتفاقية ملزمة بشأن ملء وتشغيل السد..
فهل يحدث ما لا تحمد عقباه ويتم اللجوء إلى خيارات قاسية أم تنجح الولايات المتحدة في الوصول إلى حل يعزز موقفها في القارة الإفريقية بعد أن تم سحب البساط من تحت أقدامها لصالح الصين وروسيا؟