ظاهرة غريبة تحدث للأرض في ثلوج سيبريا وظهور 17 حفرة عملاقة

على مدى الأسابيع الماضية، تشهد الأرض ظواهر غريبة منذ زلزال الإثنين الأسود التركي، والذي كان بمثابة الشرارة التي حركت صفائح الأرض ولا تتوقف منذ السادس من فبراير الماضي، إذ تبعه آلاف الهزات التي توقفت مراصد الزلازل عن عدها بعد أن تخطت أرقاما قياسية.. ولكن ماهي الحفرة الغامضة شمال روسيا؟

كانت البداية في أقصى الشمال حيث تتجمد الأطراف ويكون النفس بصعوبة مع درجة الحرارة قاسية البرودة والتي تصل درجات تحت الصفر، حين ظهرت حفرة ضخمة في الأراضي الجبلية السيبيرية العام الماضي، إذ أدى خروج قوي لغاز الميثان من تحت الأرض إلى تناثر الجليد والصخور على بعد عشرات الأمتار، ليترك خلفه فجوة دائرية، اصابت السكان بالدهشة.

الغريب ان هذه الفجوة ليست الأولى ولكن كان هذا هو الثقب السابع عشر الذي يظهر حيث سبقه 16 ثقبا في شبه جزيرة “يامال” و”جيدا”  بالقطب الشمالي الروسي.

ولفت العلماء إلى أن تاريخ اكتشاف أول حفرة دائرية يعود إلى عقد من الزمان، حيث تم اكتشاف أول ثقب في عام 2013، ما أثار حيرة العلماء.

ولا يعرف العلماء على وجه اليقين، سبب لهذه الحفر حيث تخفف الضغط عن نفسها ويندفع غاز الميثان من باطنها، ولكن يُعتقد العلماء أن الفوهات مرتبطة بتغير المناخ.

وفي محاولة لفهم هذه الظواهر الغريبة التي تحدث في الارضالكشف عن أسرارها، لجأ العلماء إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة، سواء باستخدام التصوير بطائرات “درون” أو النمذجة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي.

ولفت أحد العلماء إلى أن أهم ما يميز الحفرة الجديدة إنه لم يمسها التدهور حيث تتميز بكونها “محفوظة بشكل فريد، ولم تتراكم المياه السطحية فيها وبالتالي عندما قام العلماء بمسحها كانت على حالتها ما وفر معلومات هامة حيث كانت فوهة جديدة.

كما أنه مع دراسة الحفرة الجديدة كانت هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الباحثون من استخدام طائرة”درون” وتوجيهها إلى عمق الفوهة.

هذا ونجحت التكنولوجيا الحديثة في بناء تصور كامل حول شكل الحفرة، إذ التقطت الطائرة المسيرة نحو 80 صورة للحفرة الغامضة، وبالتالى سمح ذلك ببناء نموذج ثلاثي الأبعاد للحفرة التي وصل عمقها إلى 30 متراً، إي أنه يتسع لثلاث حافلات

ولكن الأمر الذي يحير العلماء، هو مصدر غاز الميثان القادم من باطن الأرض والذي يتراكم في تجويف في الجليد، ما يتسبب في ظهور تلة على مستوى الأرض ثم يخرج الغاز مندفعا ويؤدي لتطاير الجليد، وأنواع أخرى من الحطام، ثم تترك خلفها فوهة ضخمة.

وتعد التربة الصقيعية خزان طبيعي لغاز الميثان، إلا أن فصول الصيف وارتفاع درجات الحرارة أدى إلى إضعاف طبقة التربة الصقيعية، ما سهل على الغاز الهروب.

ويشير العلماء، إلى أنه على الرغم من توثيق 17 حفرة حتى الآن، إلا أن العدد الإجمالي لهذه الحفر غير معروف، إلى جانب الوقت المحتمل لتكرار الأمر وحدوث الفوهة التالية.

كما أنه لا يملك العلماء حتى الآن أى أدوات جيدة لاكتشاف ورسم خرائط للفوهات التي تنبعث منها الغازات.

ومع كل هذا خلص الباحثون إلى أن الفوهات ليست سوى علامة واحدة مقلقة تدل على أن المناطق الواقعة بأقصى شمال كوكبنا تشهد تغيرات جذرية.

Exit mobile version