في قلب الجبل يبدو تجويفا مريبا يعود عمره إلى آلاف السنين وطالما تم اعتباره كهفا عاديا بينما هو في حقيقته أحد الفوهات الناتجة عن براكين قديمة وهو واحد من أخطر براكين العالم الخامدة التي سيكون ثورانها نهاية العالم.
تعارف أبناء الجزيرة العربية سنينا على تسميته «ماكر الشياهين» وكان الدخول إليه ضرب من الخيال ارتباطا بالقصص العجيبة المرتبطة بمثل تلك المواقع الغامضة في قلب الصحراء القاحلة.
اللغز الذي حير العلماء
ظل «ماكر الشياهين» فترة من الزمن لغزا حير جميع من اقتربوا منه فكيف تكون وإلى أين تنتهي تجاويفه ذات اللون المغاير للون الصحراء؟ وهل يضمن من يدخله أن يخرج حيا؟
أسئلة توالت شكلت تحديا أمام الجهات المعنية حتى قرر مجموعة من الباحثين دخول ذلك الكهف العجيب بعد توفير الإجراءات الاحترازية والأمنية اللازمة لضمان سلامتهم.
أنفاس بركانية في قلب الصحراء
تبين أن «ماكر الشياهين» واحد من أغرب الكهوف البركانية في الجزيرة العربية وأنه الكهف البركاني الأشد رعبا لداخليه .. حيث تتعدد داخله الكهوف الفرعية التي ترتكز على صخور سوداء تؤكد أنها «أنفاس براكين قديمة».
بعد وقوع زلازل تركيا وسوريا سادت حالة قلق في دول الشرق الأوسط بعد التقارير التي تناولت ارتباط الزلازل بالبراكين فيما بث الإعلام السعودي تقارير مفادها، أن بلاد الحرمين الشريفين آمنة، وكان أبرز تلك التقارير تقييمات علمية أصدرها الدكتور عبدالعزيز بن لعبون رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية للجيولوجيين السعوديين الذي شدد مرارا على أن السعودية آمنة من أية براكين.
دلائل الأمان تختبر بركان عدن
برغم تلك التأكيدات المتتالية التي رجحت مأمونية السعودية جغرافيا من وقوع الزلازل والبراكين إلا أن اقتراب مثل تلك الكهوف البركانية المنشأ من محافظة عدن اليمنية يمثل مصدر قلق متنام. ذلك البركان الخامد الذي تم تصنيفه باعتباره أخطر براكين العالم.
جغرافيا يقع كهف ماكر الشياهين في منطقة «بني رشيد» التي تصنف واحدة من أكبر الحقول البركانية في السعودية، وبذات المنطقة أربعمائة فوهة بركانية وبها أيضا العديد من الممرات الكبيرة تحت سطح الأرض.
صخور مطرزة وطفح عجيب
قرابة الثلاثة آلاف متر هي طول كهف ماكر الشياهين وفق الحسابات التقديرية وتبدو صخوره البركانية مطرزة على نحو عجيب وتتزايد المخاوف بشأنه من اكتشاف صخور وطفح بركاني عجيب داخله فضلا عن بقايا كائنات حية.. أي أن تلك المنطقة كان بها ذات يوم أحياء ..
لكن حتى الآن لم يُعرف بعد ما إذا كان ذلك الكهف البركاني بأسراره العجيبة تسبب فعلا في إنهاء حياة البشر ، بما يبرر المخاوف المحيطة به.. وتظهر في أعلاه ثقوب صغيرة للغاية تتسرب منها المياه في تلك المنطقة الجبلية الصعبة.
لا زال «ماكر الشياهين» واحدا من أشد ألغاز الصحراء السعودية عجبا بينما يتطلب مزيدا من البحث للوقوف على أسراره التي لم تعرف بأكملها حتى الآن.