لا صوت يعلو فوق صوت الصمت ولا حركة أقوى من الجمود في مفاوضات سد النهضة التي كانت استمرت لأكثر من 12 عاما وتوقفت فلا خطوة للأمام ولا دور لوسيط، والاتحاد الإفريقي غائب ولا يقوم بدوره، تاركًا الدول المتنازعة أمام خيارات قد تكون الأسوأ للقارة لاسيما أنها قضية حياة، حيث تترك الأزمة دولتي المصب في خطر داهم بين عطش دائم وحائط مائي ضخم إذا انهار سيأخذ في طريقه الأخضر واليابس.. ولكن يبدو أن خطط إثيوبيا تمر ببعض الصعوبات قبل الملء الرابع.. إذا كشفت الأقمار الصناعية خلال الأسبوعين الأخيرين توقف التوربينات في السد.. ماذا يحدث في سد النهضة؟
أكد دكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية المصري، أن الأقمار الصناعية ترصد أعمال البناء والتطورات في سد النهضة لحظة بلحظة، مؤكدًا أن الصور الأخيرة خلال آخر أسبوعين عن توقف التوربينات في جسد لسد عن العمل.
وقال الخبير المائي، فى تدوينة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، أن للأسبوع الثاني على التوالي تكشف لنا الأقمار الصناعية تعطل توربيني السد وتوقفهم عن العمل.
وأشار إلى أنه على الرغم من توقف التوربينات، مازالت عملية تدفق المياه مستمرة من البوابة الشرقية التى تقوم بتصريف الماء، لافتًا إلى أنها تعمل بنصف طاقتها فقط حيث تمرر نحو 20 مليون متر مكعب/ اليوم فقط، ما أدى إلى تراجع بطيء في إفراغ بحيرة سد النهضة عن منسوب سد السرج.
وحول العمليات الإنشائية في جسد السد الإثيوبي، أكد “شراقي” أن العمل مستمر في تعلية الممر الأوسط بالخرسانة، موضحًا أنه من المتوقع أن يرتفع 20 مترًا عن منسوبه الحالى ليصل إلى منسوب 620 مترا، وذلك لمضاعفة المخزون من المياه خلف السد إلى حوالي 35 مليار متر مكعب.
وأوضح أنه لتحقيق ذلك لابد ألا يقل منسوب الجانبين عن 630 مترا ليسمح لمياه الفيضان في النصف الثاني من شهر سبتمبر من التدفق أعلى الممر الأوسط، لافتًا إلى أن البيانات الأخيرة من موقع السد تشير إلى ارتفاع المنسوب إلى فقط 625 م للجانبين، و608 م للممر الأوسط.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
واستخدمت مصر لهجة شديدة القوة مؤكدة أن كل الملفات مفتوحة في حال لم يتم التوصل إلى حل، وأنها قادرة على الحفاظ على حقوقها، وهو ما رفضته إثيوبيا مؤكدة أن الوصول لحل ممكن في أروقة الاتحاد الإفريقي، إلا أنها تواصل المماطلة وتواصل تنفيذ إجراءات أحادية الجانب، حيث تستعد من أجل الملء الرابع لسد النهضة.. فهل تتسبب تلك الخطوة في ما لا يحمد عقباه؟