منذ 135 عامًا، وتحديدًا في 1888، لم يحدث بدولة أوروبية ما حدث به في الأيام الماضية، فعلامات القيامة ربما ظهرت على كل شيء،
البشر لا يستطيعون التحرك، والمياه لا تخرج من الصنابير، والقطارات وجميع المواصلات لا تجرؤ على السير بسبب ما حل بهذه القطعة من القارة العجوز، فما القصة؟
تجمد لكل شيء، فعلى ما يبدو أن عقارب الساعة أبت أن تتحرك لتعلن عن توقف الحياة بمنطقة في دولة من القارة العجوز، فبعد مرور ما يفوق 135 عامًا وتحديدًا في 1888، لم يحدث هذا الأمر بتلك الدولة.
ففي محطة كفيكيوك أنرياركا في الجزء الشمالي من السويد، أعلن في 1888، عن بدء قياس درجات الحرارة، وآنذاك سجلت درجة حرارة منخفضة.
لكن بعدما مرور كل تلك السنوات وصلت درجة الحرارة في تلك المنطقة إلى 43.6 درجة مئوية تحت الصفر، لتعلن عن تجمد كل شيء،
فلا يستطيع أحد أن يخرج من منزله ليقضي أمرًا لا بد من تنفيذه، فضلًا عن أنه لا يستطيع أيضًا استخدام أي شيء داخل منزله، لا سيما في ظل تجمدها.
فالصنابير التي ينزل منها الماء أبت أن تذيب تلك الثلوج التي بداخلها، فأصبحت المياه مجمدة، بل الأصعب أن من ينظر من شرفة هذا المنزل سيجد أن الثلوج قد غطت المنطقة بأكملها.
فيبقى أن يحضر السكان بتلك المنطقة الأطعمة من الخارج، بالإضافة إلى المشروبات، لكن حتى تلك الطريقة التي يريد أي شخص يقطن تلك المنطقة سيصاب صاحبها بذهول حينما تفشل كل محاولاته.
فالأطعمة ستجمد، بالإضافة إلى المشروبات الغازية، بغض النظر عن أنه من الأساس لن يستطيع أحد الوصول إلى تلك المنطقة حتى يسلم الطلبات.
انقطاع كامل عن الحياة، وكأن الموجودين هناك يعيشون خلف قضبان لم يحكم بها قاضٍ من قضاة الدنيا، بل هو حجز إجباري فرضته الطبيعة.
لكن يبقى الأمل الوحيد في النظر إلى وسيلة للمواصلات للخروج من هذا المأزق، بل حتى هذه المحاولة باءت بالفشل، لا سيما في ظل أن السلطات بالمنطقة أعلنت عن توقف كل الأنشطة،فلا مدارس ولا حتى أعمال، فلن يجد القاطنين بالمنطقة وسيلة مواصلات للانتقال إلى أي مكان آخر، فثمة توقف كامل بالحياة.
لكن ماتياس ليند، من وكالة الأرصاد الجوية الوطنية السويدية، كشف الحقيقة الكاملة للوضع المأسوي هناك فأوضح أن تلك الدرجة شديدة الانخفاض للحرارة لم تسجلها السويد منذ يناير 1999،بل إن هذه أدنى درجة حرارة تم تسجيلها في هذا الموقع الدقيق منذ بدء القياسات في الموقع عام 1888.
الوضع يبدأ في التدرج نحو الهدوء حينما يتجه المواطنين إلى شمال السويد رويدًا رويدًا، فما أن يصلوا إلى منطقة لابلاند، فتصل درجات الحرارة إلى -40 درجة مئوية.
فأيما يكون الوضع بتلك المنطقة، لماذا يحمل العام الجديد 2024 كل هذه الأجواء من زلزال وتجمد لكل شيء؟
هل تحققت تنبؤات العرافين؟ أم أنها الطبيعة الغاضبة؟