أنت لست كما تبدو عليه، فبينما أن مكانك تدرس أو تشاهد التلفاز، فنسختك الأخرى في عالم أخر تُكرم على اختراع أو اكتشاف جديد، أو ربما تشارك في أحد الصراعات، هذا تمامًا ما حاول العلماء شرحه في نظرية الأكوان الموازية، فما هي تلك النظرية، وكيف يبدو شكل العالم هناك، ومن يسكنه، للإجابة تابعونا في التالي:
تخيل أن الكون يتحرك كحركة الأوتار الموسيقية، ليس ذلك خيالًا رومانسيًا، لكنه حقيقة ما يجري بكوننا منذ مليارات السنين وأخر ما توصل إليه العلم، ليثبت أن العالم يحوي أكوانًا موازية أخرى غير كوكبنا.
في البداية، استند العلماء إلى النظرية التي تؤكد أن الذرات تتكون من قطع مادية أصغر وهي البروتونات والنيترونات، والتي تتكون بدورها من جزيئات أصغر تدعى الكواركين.
إلا أن الفيزيائيين قد توصلوا إلى أن الكواركين قد لا تكون الأصغر وإنما تحتوي على حلقات وشرائط صغيرة مهتزة من الطاقة، أطلقوا عليها اسم الأوتار.
والتي أصبحت فيما بعد تعرف بنظرية كل شيء والتي تعتبر أن كل شيء موجود في هذا الكون مصنوع منها.هذه الأوتار شبيهة إلى حد كبير باهتزاز الأوتار الموسيقية، التي تنتج نغمات مختلفة في كل مرة.
وتؤدي ذبذبات هذه الأوتار في كل مرة إلى نشوء القوة المختلفة التي تتحكم بهذا الكون. كما أضافت نظرية الأوتار مفهوم الأبعاد الأخرى.
فالمعروف أننا نعيش في زمن ثلاثي الأبعاد أو رباعي الأبعاد إذا اعتبرنا الزمن البعد الرابع، لكن نظرية الأوتار تفترض وجود أحد عشر بعدا مختلفًا.
إلا أن الطريقة التي تتموضع فيها هذه الأبعاد تعتبر بمثابة الشيفرة النووية للكون، والتي تحدد كيف يجب أن يكون. ومن المتوقع أن تٌشكل هذه الأبعاد العديدة أكوان مختلفة في قوانينها وحقائقها.
تقول النظرية أن الجاذبية يمكنها التدفق بين هذه الأكوان المتوازية وحينما تتفاعل هذه الأكوان، فإنه ينشأ انفجار كبير، مثل الذي أدى لنشوء كوننا.
أي أن هناك أكوانًا أخرى، قد تكون نسختك فيها تحقق حلمًا كنت تتمنه تحقيقه، أو تشارك في صراع أو تجلس على عرش دولة ما.
وقد استند العلماء في نظرياتهم تلك إلى استنتاجات سابقة، للعلماء هيو إيفيرت وآلا غوث، وألكسندر فيلينكن، اللذين أكدوا بورقات بحثية أن العالم يتكون من عوالم أخرى موازية أو متعددة.
ففي عام 1954، اعتبر إيفيرت أن هناك أكوانًا أخرى متوازية ومتفرعة عن كوننا وتشبه الكون الذي نعيش فيه. وهذه الأكوان متفرعة من كوننا الذي نعيش فيه، وأيضًا كوننا متفرع من أكوان أخرى. حينها، فكرته كانت مجنونة وخيالية ولم تجد أي إقبال عليها.
إلى أن جاء العالم الدنماركي آلان غوث، وبدأ أبحاثه في الاتجاه ذاته حتى وصل للوضع الفائق الذي يؤكد تمامًا نظرية إيفيرت، لكنهما اختلفا في نقطة أخرى.
فبالنسبة لإيفيرت فقياس الشيء الكمي لا يجبره على اتخاذ حالة معينة أو أخرى. بدلًا من ذلك فإن هذا القياس يسبب بانقسام الكون إلى كونين، وكل واحد من الكونين يمثل نتيجة محتملة للقياس.
وهو ما يؤكد حقيقة وجود عوالم أخرى، إلا أننا وبالرجوع للسؤال الأهم ، لماذا لا نستطيع أن نرى هذه الأبعاد؟. سنجد أن الإجابة تكمن في كونها خارج نطاق رؤيتنا.
لكن المؤسف في الأمر، أنه بعد كل تلك النظريات الكثيرة، فلم يستطع العلم إثبات صحة الأكوان المتعددة أو المتوازية.
فإثباتها أشبه بالمستحيل.
على الرغم من أن ما يقرب من 60 % من علماء الفيزياء يؤمنون بنظرية الأكوان الموازية بحسب الباحث الأمريكي ديفيد روب، لكن الحقيقة أن العلم لم يتوصل لشيء مؤكدًا حولها.
شاركونا بآرائكم هل تعتقدون حقًا أن هناك أكوانًا موازية، ومن يسكن بها؟