عودة أشباح ألمانيا وبولندا تطالب ألمانيا بتعويضات هائلة..فماذا ينتظر القارة العجوز؟

يبدو أن القارة العجوز لا تعرف الطريق إلى الهدوء، فما بين ملحمة فى الشرق، وغضب الطبيعة والجفاف والحرائق، إلى أزمة الغاز التى تؤرق كل دول القارة، ظهرت أزمة جديدة قد تؤرق مضاجع أوروبا خلال الفترة المقبلة بين ألمانيا وبولندا.

أشباح الماضى تطارد ألمانيا، بعد سنوات طويلة على انتهاء الملحمة العالمية الثانية، فعلى الرغم من مرور نحو ثمانية عقود على كتابة فصولها الأخيرة، إلا أن القصة لم تسدل الستار على نهايتها بعد، فطالبت بولندا جارتها ألمانيا بتعويضات بمبالغ طائلة.. ماهي القصة؟

يبدو أنه مع الأزمة الاقتصادية التى تضرب العالم، تبحث الدول فى دفاترها القديمة من أجل البحث عن موارد مالية، فقدمت بولندا تقرير بالأضرار التي تسببت فيها ألمانيا إبان الملحمة العالمية الثانية بأكثر من 1300 مليار يورو، والتي بدورها رفضت أية مطالب لدفع تعويضات.

فأكدت برلين رفضها القاطع لمطالب بولندا المستمرة بدفع مليارات اليورو تعويضا عن الخسائر التي سببتها ألمانيا لبولندا، وأكدت وزيرة خارجية ألمانيا أن حكومتها ترى أن مسألة التعويضات تم إغلاقها.

وأكد متحدث باسم الخارجية الألمانية، أن بولندا تنازلت عن مزيد من التعويضات منذ وقت طويل، في عام 1953، وأكدت هذا التنازل مرارًا وتكرارًا”.

وقال نائب رئيس الوزراء البولندى، إنهم مستمرون فى طلب التفاوض مع ألمانيا بشأن التعويضات،والحصول على 1300 مليار يورو، رغم أن الآلية التي ستفضي إلى تلقي بولندا هذه التعويضات ستكون “طويلة وصعبة”.

وما يزيد توتر الأمور ويدفع بها إلى أن تكون بؤرة ساخنة فى القارة العجوز أن ألمانيا تؤكد أن بولندا تخلت عن تقاضي التعويضات عام 1953، غير أن المحافظين البولنديين ينفون ذلك، وترفض برلين أية مطالب بدفع تعويضات، حيث تعتبر أن المسألة أغلقت منذ إبرام معاهدة 4+2، التي سمحت بإعادة توحيد ألمانيا في مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وتخشى ألمانيا إنه إذا تم فتح باب التعويضات من جديد أن لا تكون بولندا هى آخر المطالبين بالتعويضات، مع تعدد الدول التى تأثرت بالملحمة العالمية الثانية فاليونان أيضًا لم تطالب بحقوقها طوال عقود من الزمن وغيرها من الدول أيضًا، وبالتالى ستكون فواتير لا تنتهى قد يتكبدها الاقتصاد الألمانى.

فالحكومة الألمانية ترفض حتى الآن بشكل قاطع مفاوضات بهذا الشأن، والحجة الأهم تتمثل في أن عددا من الاتفاقيات الدولية أنهت موضوع التعويضات ومرت عقود من الزمن على هذا الأمر.

لم تخرج ألمانيا فقط خاسرة من الملحمة العالمية الثانية، على المستوى العسكرى والسياسى والاقتصادى، بل أن تبعات هذه الخسارة ظلت تلاحقها لسنوات طويلة، فدفعت جمهورية ألمانيا طبقا لحسابات المؤرخين 951 مليار يورو تعويضات، بينها 76.7 مليار يورو تعويضات فردية.

Exit mobile version