دائما في كتب التاريخ والجغرافيا في كل بلد ما يكون هناك درس كامل عن طبيعتها الجغرافية وطقسها الذي تتمتع به عن كل بلاد العالم، إلا أنه مع التغيرات المناخية أصبح الطقس الثابت الذي تتمتع به كل بلد أمر غريب لاسيما مع ظواهر غريبة تحدث لم تذكرها كتب التاريخ ولم يعرف البشر من قبل.. ماذا يحدث في السودان؟
دائما ما تمتع الطقس في السودان، بالرتابة والملل مثل حركة بندول الساعة، فلا يوجد جديد يذكر ولا حدث قديم يعاد، فدائما تكون درجة الحرارة مرتفعة بمعظم فترات العام، مع هطول أمطار تقل وتندر كلما اتجهنا شمالا، إلا أنه مع التغيرات المناخية، أصبحت الظواهر الجوية أكثر تطرفا خلال الأعوام الماضية، وفقد الطقس رتابته المعتادة.
حيث أصبحت أشهر الصيف ذات درجات حرارة تلفح الوجوه، وتوشك على الاقتراب من درجات الغليان، حتى أن أوراق الشجر توشك على الاحتراق، وفي الخريف تتساقط الأمطار حتى يخشى الناس على أنفسهم، وأن يهلك الحرث والنسل.
وظهرت في أرض السودان، العديد من المؤشرات على تبدل الأحوال المناخية، حيث تسقط الأمطار في مناطق صحراوية قاحلة بمناطق الشمال، كانت عزت فيها قطرات السماء عن السقوط على أرضها، كما أنه يوجد أيضا ظاهرة النز أو كما تسمى طفح المياه الجوفية التي أصبحت مصدر تهديد لمدن كاملة، يحتوى البعض منها على كنوزًا أثرية
نبوءة قديمة وأزمنة متغيرة
وأطرب الطقس في رمضان الحالي أهل السودان، لاسيما أنه خالف كل التوقعات والظنون، حيث ظن البعض أن الطقس الذي تعودوا عليه خلال السنوات القليلة الماضية، سيتكرر في رمضان هذا العام، حيث دائما ما يأتي عصيباً جداً تحت لسعات الحرارة الحارقة، إلا أن أحوال الطقس جاءت معتدلة الأنسام، مائلة إلى البرود نسبيا في معظم ساعات النهار والليل.
وذكرت تقارير صحفية، أن الأحوال المتغيرة للطقس، أعادت إلى الأذهان نبوءة قديمة أطلقها راصد جوي سوداني يدعى المنذر أحمد الحاج، العام الماضي، حيث تحدث في نبوءته عن أحوال المناخ بالسودان مؤكدًا أنها ستعود لسابق عهدها قبل 100 عام.
ودعم “المنذر ” نبوءته الغريبة، مؤكدًا أن دورة المناخ قد بدأت بالفعل رحلة العودة لطبيعتها، وأنها عند اكتمالها ستعود الفصول إلى الوضع الطبيعي، بحيث تكون شتاءً قارصًا، وصيفاً قصيرًا، وخريفًا مبشرًا وربيعًا جميلًا.
بدوره، تحدث محمد شريف المتحدث باسم الأرصاد السودانية، أن ما توجه بلاد السوادن من تغير في درجات الحرارة وظواهر طبيعية غريبة، وتقلبات طقس، تكون واضحة وجلية في تقلبات المناخ الصيف للشتاء، ومن الحرارة إلى البرودة.
وأشار إلى أن الهيئة المسئولة عن الأرصاد بالسودان، تعكف على دراسة علمية لرصد لهذه الظواهر الطبيعية المتناثرة، حتى يتم الوصول إلى حقائق علمية تثبت أن ما يحدث هو عملية تغير مناخي أم مجرد تقلبات مناخية طبيعية وستعود الأمور إلى مستقرها.
وأوضح “شريف”، أن التغيُّر المناخي يتبعه إجراءات كبيرة، لتحديد طرق التكيف مع التغير الذي يطرأ والحد من أثاره السلبية، مشيرًا إلى أن التكيف يستدعي تبدل بكل مناحي الحياة سواء بطريق كسب العيش، وأشكال البناء وأنماط الزراعة والرعي.
وعلق على التنبؤ والحديث عن عودة المناخ إلى ما قبل 100 عام، قائلا: ” “المناخ يتبدل بشكل تدريجي خلال 30 عاما أو يزيد.
يعد السودان واحدًا من أكثر دول أكثر الدول عرضة للتغيرات المناخية في العالم، وفي عام 2020، شهد السودان أكبر فيضاناته مع وصول منسوب مياه النيل إلى مستويات قياسية لم يسبق تسجيلها من قبل.