لم تلبث ألمانيا من مدواة جروحها لغدر الأصدقاء بها ورفع أسعار الطاقة إلى 4 أضعاف، حتى أعلنت فرنسا ألمها هى الأخرى من أمريكا والنرويج فماذا حدث بين الأصدقاء؟
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن شتاء المقبل 2023-2024، سيكون أصعب من الشتاء القادم على الأوروبيين من حيث إمدادات الغاز، مشددا على ضرورة الخروج بسرعة من الوقود الأحفوري وإنتاج أكثر للطاقة المتجددة والنووية.
واشتكى ماكرون من رفع أسعار الغاز من قبل النرويج وأمريكا على أصدقائهم الأوروبيين بما يماثل 4 أضعاف، مؤكدًا أن هذا لا يحب أن يحدث بين الأصدقاء.
وقال الرئيس الفرنسى، موجها رسالة لأمريكا: “أقول لأصدقائنا الأمريكيين والنرويجيين.. بروح الصداقة أنتم رائعون.. تزودونا بالطاقة والغاز .. لكن هناك أمر لا يمكن أن يستمر .. لن ندفع 4 أضعاف السعر الذي تبيعونه لمصنعيكم.. لأن هذا لا يطابق المعنى الذي نعطيه للصداقة”.
وسبق أن اشتكى وزير الاقتصاد الألماني، طلب دول صديقة فى مقدمتها الولايات المتحدة من ألمانيا اسعارًا خيالية لتوريد الغاز من أجل تعويض وقف الشحنات الروسية.
وقال الوزير الألمانى روبرت هابيك، فى تصريحات صحفية، أن بعض الدول، حتى الصديقة، تحصل أحياناً على أسعار خيالية، مؤكدً أن “هذا يطرح مشكلة” داعياً المفوضية الأوروبية إلى “بحث” ذلك مع هذه الدول.
وأضاف الوزير الألمانى: عندما ارتفعت أسعار النفط لجأت الولايات المتحدة لنا في أوروبا، واستهلكت احتياطياتنا الوطنية لكنهم لم يعاملونا بالمثل بل استغلونا في محنتنا، وأعتقد أن مثل هذا التضامن سيكون مفيداً أيضاً لخفض أسعار الغاز.
وكما أكد الرئيس الفرنسي، أن أوروبا ستكثف محادثاتها مع موردي الغاز، وستنسق مع الدول الآسيوية الشريكة بشأن صفقات لشرائه، مجددًا الدعوة إلى فرض حد أقصى لأسعار الغاز، لافتا إلى ضرورة تخفيف الضغط على الدول محدودة القدرات بالاتحاد الأوروبي.
وأوضح أنه اقترح على دول الاتحاد الأوروبي إطلاق عملية منسقة، لضمان أمن خطوط أنابيب الغاز تحت الماء، بعد استهداف خطي الغاز نورد ستريم 1 و 2.
وشدد الرئيس الفرسى على ضرورة وجود تضامن أوروبي فعلي بشأن الطاقة.. وتوفير قروض للدول الصغيرة بالاتحاد لتفادي زيادة الأسعار الحالية”.
تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، بـ”إقناع” الأوروبيين الآخرين بتحديد سقف مشترك لأسعار الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء، وبالتالي التغلب على بعض التحفظات الألمانية.
وتابع “سنُنشئ نظاماً يضع سقفاً لأسعار الغاز الذي نستخدمه لإنتاج الكهرباء” ما “يسمح بخفض سعر الكهرباء المنتجة”.
ومن جانبه، أكدت المفوضية الأوروبية، أنها مستعدة “لبحث” تحديد سقف لأسعار الغاز في السوق الأوروبية لمواجهة ارتفاع فواتير الطاقة إلا أن ألمانيا الأكثر اعتماداً على الغاز الروسي ودول أوروبية أخرى رفضت حتى الآن فكرة تحديد سقف للأسعار في سوق الغاز.
تأتي التحركات الأوروبية العاجلة لتوفير إمدادت الغاز وسط قلق بالغ، مع اقتراب فصل الشتاء وتفاقم أزمة الطاقة بسبب الوقائع فى شرق أوكرانيا، وتوقف الغاز الروسى الذى كانت تعتمد عليه أوروبا بشكل كبير فى إمداتها للطاقة حيث كان يغطي 40 من احتياجات أوروبا، وبالتالى فإن تعويضه أمر بالغ الصعوبة لاسيما أن تعويضه سيتطلب توفير سلاسل إمداد من الغاز المسال الذي يتم توفيره عبر ناقلات الغاز، وإعادته مرة أخرى إلى حالته الغازية وبالتالى يتطلب كثيرًا من الإجراءات اللوجستية من أجل توفير الاحتياجات الأوروبية.