يبدو أن سد النهضة لن يكون كلمة السر في التنمية والنهضة ولن يكون له نصيب من اسمه كما تأمل إثيوبيا، بل سيكون النقطة التي تهد الدولة من الأساس في ظل غضب شعبي على السد.. ماذا يحدث في أديس أبابا؟
في وقت تسعي فيه إثيوبيا إلى إتمام مشروع إنشاء سد النهضة عن طريق رمي الخرسانة لتعلية جسم السد بالكامل ليبلغ ارتفاعه النهائي المحدد بـ 170 مترًا، لتنتهي أديس أبابا من المشروع الذي تستمر في بنائه من 2011 يضرب البلاد أزمة كبيرة في الأسمنت.
لتكون تلك الأزمة سبب في غضب شعبي كبير في الداخل الإثيوبي، حيث تعرضت عودة إنتاج الأسمنت إلى طبيعته وتوزيعه إلى عوائق خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل عام، والأشهر الستة الماضية على وجه الخصوص، مما ترك عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين يعتمدون في سبل عيشهم على أعمال الأسمنت في حالة مأساوية إلى مستوى إنهم غير قادرين على الحصول على الخبز اليومي لأطفالهم وأنفسهم.
وفي 14 سبتمبر 2022، أعلنت وزارة التجارة والتكامل الإقليمي أنها أصدرت لائحة جديدة لأسعار الأسمنت فيما قالت إنه للحد من ارتفاع أسعار منتجات الأسمنت في البلاد.
وكانت الحكومة الإثيوبية أصدرت في يونيو 2020 توجيهًا يسمح لست شركات فقط بتوزيع الأسمنت في جميع أنحاء البلاد.
وأثرت الأزمة التي لا نهاية لها ليس فقط على حياة وسبل عيش عدد لا يحصى من العمال والتجار الذين يعتمدون على اقتصاد سوق الإنتاج وسلسلة التوريد للقطاع، ولكن البناء من المشاريع الأساسية مثل الإسكان منخفض التكلفة، إلى الرفاهية.
كما واجه تجار الأسمنت بالتجزئة أيضًا مشكلات ضخمة حيث تم إخراجهم من سلسلة التوريد، كما يواجه الأفراد الذين يحتاجون إلى الأسمنت صعوبات أيضًا في الحصول عليه ووصل سعر قنطار الأسمنت الذي كان يباع بسعر أقصى يقارب 700 بر من المصانع، إلى 2000 بر في الأسواق السوداء.
وبالإضافة إلى أزمة الأسمنت تضاعفت أسعاره في السوق السوداء، لم يتم طرح اسمنت للتوزيع في السوق، حيث تم توجيه الأسمنت بالكامل لمشاريع حكومية مثل سد النهضة الإثيوبي الكبير، ومشروع كويشا.
مشروع كويشا هو ثاني أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إثيوبيا، بجانب سد النهضة الإثيوبي الكبير، بقدرة توليد تبلغ 2160 ميجاواط ، وهو قيد الإنشاء على نهر أومو ووصلت نسبتها الآن إلى 39٪.
ليتسبب توجيه الحكومة الإثيوبية الأسمنت إلى سد النهضة ومشروع كويشا ومشروعات قومية أخرى إلى غضب شعبي كبير، لاسيما أن الآلاف فقدوا وظائفهم ولم يستطيعوا توفير الخبر إلى عائلهم، لاسيما الأزمة مستمرة منذ حوالي 3 سنوات ولم تجد لها السلطات الإثيوبية حتى الآن.
أزمة الأسمنت التي تعاني منها إثيوبيا مع ارتفاع أسعاره العالمية، وعدم توفره في السوق المحلي بالإضافة إلى الغضب الشعبي على توقف الإنشاءات والتنمية العمرانية، فإن سد النهضة معرض أيضًا لتوقف البناء فيه مع عدم توفر الأسمنت اللازم لعمليات التعلية المطلوبة للسد.. فهل تعطل بناء سد النهضة يكون عقاب السماء؟