أحداث الليل في بحر البلطيق أثارت غضب حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي بدأ الحديث عن خطر يمس شرف العسكرية العالمية بعد تورط اثنين من الطيارين الروس في فعل بدا واضحا أنه متعمد.
رغم اقتراب الأزمة الروسية الأوكرانية من دخول شهرها التاسع، إلا أن كبح جماح الصراع يظل حتى الآن رهن السيطرة جرَّاء استمرار تمسك القوى الكبرى القائمة على إدارة دفة الصراع بالرأي الغربي الرافض لفرض حظر جوي في سماء أوكرانيا، وذلك منعاً لاتساع نطاق الصراع ودخول الأزمة إلى منحنى ينتهي بتداعيات لن يمكن للعالم تفادي الكوارث المرتبطة بها.
وبرغم تلك الرؤية، أثار طياران روسيان حالة غضب لدى قادة حلف شمال الأطلسي الناتو، بتصرف اعتبر القادة العسكريون الميدانيون مناقضاً للأعراف والضوابط العسكرية العالمية المعمول بها في مناطق الخطر والمواجهات.
الحلف قيَّم تصرف اثنين من الطيارين الروس على أنه فعل غير احترافي ويمكن تصنيفه على أنه «تصرف خطير».
كشف القادة الميدانيون في الناتو، أن طائرتين روسيتين قد حلقتا بطريقة منافية للإجراءات الاحترافية الخاصة بالأزمات وقالوا: إن الطائرتين فد اقتربتا بشكل خطير، من سفن تابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو في بحر البلطيق.
التحليق الروسي أثار استنفار قادة الناتو، بالتزامن مع تصريحات عدائية متبادلة بين مسؤولي الولايات المتحدة وقادة دول الحلف من جهة وبين روسيا من جهة أخرى، لكن الحلف رأى أن ادعاء الجانب الروسي بأن عملية التحليق على النحو الموصوفة به «عملية روتينة»، إدعاء باطل منعدم الدليل.
اتصالات على أعلى مستوى جرت بين القادة العسكريين في الناتو مفادها أن التنسيق اللحظي في مثل تلك الأحوال مشروع أمام أي احتمالات فجائية.
وقال الحلف على لسان قيادته البحرية إن طائرتين روسيتين قد اقتربتا من هذه السفن المعروف تبعيتها للحلف على ارتفاع واحد وتسعين مترا ومسافة قدرها ثلاثة وسبعين مترا.
أكد الحلف أن الطائرتين الروسيتين لم تصدرتا أي رد على الاتصالات المعتادة في مثل تلك الأحوال ما يؤكد خطر الحادث ويزيد احتمالات سوء النية في التعامل معه.
حلف الناتو شدد أيضا على أن مستوى الخطر بشأن التصرف الروسي واضح تماما، لأن الطيارين ارتكبا الحادث في منطقة خطر معروفة، وقد سبق أن تم تفعيلها لتدريب الدفاع الجوي، فضلا عن مستوى ارتفاع الطائرات وقربها.
واعتبر الحلف أن قواته البحرية تصرفت بكامل المسؤولية أمام الاستفزاز الروسي المتعمد، مشددا في الوقت ذاته على أنه سيقوم بالرد بشكل مناسب على أي تداخل مع النشاط الشرعي للناتو في المنطقة من شأنه تعريض سلامة طائراته أو سفنه أو طاقمه للخطر.
وبشأن مدى تسبب تلك الواقعة في تصعيد مرتقب قال حلف الناتو، إنه لا يسعى إلى المواجهة ولا يمثل أي تهديد، ويكثف حلف شمال الأطلسي وجوده في بحر البلطيق وبحر الشمال بعد تخريب خط أنابيب الغاز نورد ستريم.
وبرغم خطورة الحادث لا زال الجانب الروسي يعتبر صمته أبلغ رد بشأنه ليكون تصرفه في نظر الناتو «أقبح من ذنب طياريْه».
وأمام التصعيد المرتبط بالأزمة الروسية الأوكرانية، يلوح في الأفق أمل بطي صفحة الصراع؛ لعل العالم يستريح من العناء الذي تركته الأزمة بعد قرابة تسعة أشهر من اندلاعها.