يبدو أن المواجهة العسكرية بين روسيا والناتو تقترب، أكثر من ما يتوقع أحد، بعدما أصبح الناتو على حدود حديقته الخلفية مع قرار ضم فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.. لماذا حشدت روسيا قواتها النووية على حدود الناتو؟
يبدو أن خطة مواجهة الناتو لروسيا أصبحت أكثر شراسة، فلم يعد الأمر قاصرًا على مد الجيش الأوكرانى بالمعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية فقط، بل امتدت إلى توسيع ميادين المواجهات ومناطق التهديدات لتعيد روسيا نشر جيشها وتخفيف الوضع على الحدود الأوكرانية.
وأكدت موسكو أنها ستضطر إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، سواء ذات طبيعة عسكرية تقنية أو غيرها، من أجل وقف التهديدات للأمن القومى الروسى والتي تنشأ بعد انضمام فنلندا إلى الناتو.
وأصدرت الخارجية الروسية، بيان شديد اللهجة للتعليق على الأمر، مؤكدة أنها ستعتمد خطوات جديدة فى البناء الدفاعي على الحدود الشمالية الغربية الروسية طبقا للظروف الجديدة، بما في ذلك نشر البنية التحتية العسكرية لمواجهة المعدات العسكرية للناتو.
وأوضحت الخارجية الروسية، أن بعد الآن الوضع في منطقة شمال أوروبا أصبح مختلف جذريا نتيجة لمضاعفة خط التماس المباشر بين الناتو وروسيا، على الرغم من أنها كانت في السابق واحدة من أكثر المناطق استقرارا في العالم.
وأكد ألكسندر جروشكو المسئول بالخارجية الروسية، أن موسكو ستعزز قدراتها العسكرية على حدو فنلندا، بعد انضمامها للناتو، كما أن الجيش الروسي أعلن في بيان له عن ترتيبات جديدة بالمنطقة.
فيما أكد أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج، أنه بعد انضمام فنلندا للحلف أصبح الناتو من ناحية الجناح الشرقي متأهبا لصد التحركات الروسية.
ولفت “ستولتنبرج”، إلى أن موسكو ستضطر إلى اتخاذ تدابير مضادة لحماية أمنها بعد انضمام فنلندا إلى الناتو. حيث يشير أمين الناتو، إلى أن جنود الحلف أصبحوا على أبواب روسيا، وأن معداته العسكرية أصبحت أقرب من أى وقت مضى تهدد روسيا، وهو ما أكده الكرملين في تصريحات حملت نفس المعانى، حيث أكد أن موسكو تراقب تحركات الناتو على الحدود في فنلندا.
وانضمام فنلندا للناتو جعلها العضو الـ31 في حلف شمال الأطلسى، بعد 3 عقود من اعتمادها سياسة عدم الانحياز العسكري، الأمر الذي يثير استياء موسكو.
يذكر أن رغبة كييف في الانضمام إلى حلف الناتو كانت أحد الأسباب التي من أجلها نفذت موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا، حيث ترى موسكو أن حلف الناتو أحد أبرز التهديدات لأمنها.
ومع الخطوة الأخيرة جعلت فنلندا من نفسها هدف نووي محتمل للتحركات العسكرية الروسية فى المستقبل لاسيما أنه تعتبر أكثر الدول الأوروبية قربا من الاتحاد الروسي.
وعلى الرغم من انضمام فنلندا إلى الحلف، فإن السويد مازالت تحول لكن تواجهها عقبات بسبب رفض تركيا والمجر.