قادة جيوش إفريقيا يخذلون فرنسا وفشل التدخل العسكري في النيجر

يبدو أن دول غرب إفريقيا لا تستطيع الاتفاق حول تنفيذ تهديداها بشأن التدخل العسكري في النيجر، فمضى نحو أسبوع على انتهاء المهلة التي حددتها مجموعة إيكواس، ولم يستطع قادة المجموعة الاتفاق على موعد للتدخل العسكري أو خطة لتنفيذه، حتى أن على الرغم من حديث رئيس كوت ديفوار عن بدء التحرك العسكري في أقرب وقت.. ماذا حدث اليوم جعل التدخل العسكري أصعب على الرغم من الدعم الفرنسي؟

منذ الساعات الأولى للتحرك العسكري في النجير ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم، وتدعم فرنسا عملية التدخل العسكري، من قبل إيكواس لإعادة الرئيس المحتجز إلى منصبه، حيث كان الخيار العسكري هو الخيار الأول لها من أجل إعادة نفوذها إلى البلد الفقير اقتصاديا والغني من ناحية الثروات الطبيعية.

حيث أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية دعم أي تدخل عسكري من قبل دول مجموعة “إيكواس”، من أجل إعادة النظام الدستوري في النيجر، مؤكدة أن هذا التهديد يجب أن يأخذ على محمل الجد، في الوقت ذاته أمهلت الإيكواس المجلس العسكري الجديد في النيجر 7 أيام لإعادة الرئيس أو أنه سيكون هناك تدخل عسكري من قبل المجموعة التي تتكون من 15 دولة.

ويبدو أن المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا “الإيكواس” فشلت في الوصول إلى إجماع على تدخل عسكري في النيجر، حيث أن أي عملية عسكري ستؤدي إلى أزمة إنسانية ضخمة قد تطول جميع الدول المجاورة والتي قد يصعب التعامل معها بالإضافة إلى أنها ستجعل النيجر أرض خصبة للتنظيمات الدخيلة العسكرية التي تنتشر في بعض الدول لتتوسع بشكل أكبر ما يهدد جميع دول الإيكواس، حيث قرر قادة الإيكواس أن يكون الحل السلمي والدبلوماسي أولوية في اجتماعهم يوم الخميس الماضي.

ثم عاد وأعلن رئيس كوت ديفوار استعداد بلاده للتدخل العسكري في النيجر، وأن عملية التدخل العسكري ستكون في أقرب وقت، ليتم بعدها الإعلان عن اجتماع لرؤساء أركان مجموعة الإيكواس اليوم لحسم التدخل العسكري في النيجر، إلا أن الاجتماع لم يتم ليفشل قادة الإيكواس في تنفيذ تهديدهم.

وأكد مراسل قناة “العربية”، أن اجتماع قادة جيوش “إيكواس”، الذي كان مقرر عقده اليوم في غانا بشأن مواجهة المجلس العسكري بالنيجر، تأجل بسبب عدم جاهزية القوات.

ولفتت مراسل “العربية” إلى أن متحدثا باسم إيكواس قال إنه سيُعقد الأسبوع المقبل.وتعد دولة كوت ديفوار، هي الدولة الوحيدة حتى الآن، من مجموعة دول “الإيكواس”، التي حددت عدد القوات التي سترسلها، حيث أعلن رئيسها الحسن واتارا، بأن بلاده ستشارك بكتيبة قوامها 850 جنديا.

وبالإضافة إلى كوت ديفوار، أعلن جيش بنين والسنغال استعدادهما لإرسال عناصر عسكرية إلى النيجر.

في الوقت ذاته امتنعت معظم دول إيكواس عن كشف موقفها حتى الآن، بما في ذلك نيجيريا ذات الثقل العسكري الإقليمي وتتولى رئاسة مجموعة “الإيكواس”.

وكشف محللون أمنيون، أن عملية تشكيل قوة عسكرية من “الإيكواس” قد يستغرق أسابيع أو أكثر ما يسمح بمزيد من المفاوضات.وكانت جهود تشكيل قوة من غرب إفريقيا قوامها آلاف الجنود تعثرت بسبب قيود التمويل والأمور اللوجستية.

ومع حماس 3 دول للتدخل العسكري، مع الدعم الفرنسي، وإعلان دولتين آخرتين استعدادهما لمواجهة أي قوة عسكرية ستدخل في النيجر بدعم روسي أصبحت المواجهة العالمية الثالثة على وشك أن تخرج شراراتها في غرب إفريقيا.. فهل تكتب إفريقيا نهاية العالم؟

Exit mobile version