يبدو أن الأوضاع فى شبه الجزيرة الكورية لن تهدأ، بعد التحركات العسكرية من بيونج يانج التى من شأنها أن تنكأ الجراح القديمة والمعارك بين الكوريتين التى مر عليها أكثر من 72 عاما.. ماذا حدث صباح اليوم؟
أطلقت كوريا الشمالية، رسالة تحذيرية شديدة اللهجة لجارتها الجنوبية، بإطلاق 250 قذيفة مدفعية قبالة ساحل كوريا الجنوبية الشرقي والغربي وذلك بعد أن بدأت سول، تدريباتها العسكرية السنوية “هوجوك” والتي تهدف إلى زيادة قدراتها في مجال التصدي لتهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
ورصدت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي، إطلاق كوريا الشمالية نحو 100 قذيفة في البحر قبالة ساحلها الغربي و150 قذيفة أخرى قبالة ساحلها الشرقي.
وعلقت بيونغ يانغ، على خطوتها الأخيرة مؤكدة أن إطلاق القذائف يهدف لإرسال “تحذير شديد” إلى سول ردا على إطلاقها عشرات من قذائف المدفعية.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري إن “المناورات العسكرية على الشمال تجري بطريقة محمومة”.
وأضافت في بيانها : “من أجل إرسال تحذير شديد مجددا، تم التأكد من إطلاق وحدات الجيش الشعبي الكوري على الجبهتين الشرقية والغربية نيرانا تهديدية تحذيرية باتجاه البحرين الشرقي والغربي كإجراء عسكري مضاد قوي”.
وتابعت: “على الأعداء التوقف فورا عن الاستفزازات المتهورة والتحريضية التي تصعد التوتر العسكري في منطقة الجبهة”.
وفى نفس السياق علق متحدث باسم هيئة الأركان بالجيش الكورى الشمالي، قائلًا: إن الخطوة الأخيرة كانت ردا على إطلاق كوريا الجنوبية أكثر من 10 قذائف من قاذفات صواريخ متعددة بالقرب من خط المواجهة بين الكوريتين.
وواصل: “جيشنا يحذر بشدة قوات العدو بأن توقف فورا العمل الاستفزازي المثير للغضب في مناطق الخطوط الأمامية”.
وردت سيول على التصريحات الكورية الشمالية، مؤكدة أن تدريباتها منتظمة وذات توجه دفاعي، وإن ما تفعله بيونج يانج ينتهك معاهدة السلام الثنائية الموقعة في 2018، وأوضحت أن القذائف من جارتها الشمالية لم تسقط في المياه الكورية الجنوبية جنوب المنطقة العازلة.
وأكدت هيئة الأركان المشتركة في بيان لها، أن الاستفزازات المستمرة من جانب كوريا الشمالية لا تقوض السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية فقط، وإنما المجتمع الدولي أيضا.
هذا، وكانت قوات كوريا الجنوبية قد بدأت تدريبات “هوجوك” العسكرية، ومن المقرر أن تنتهي يوم السبت المقبل، وهي الأحدث في سلسلة مناورات عسكرية أجرتها سول في الأسابيع الماضية ومن بينها أنشطة مع الولايات المتحدة واليابان.
وأجرت كوريا الشمالية تجارب على الأسلحة بوتيرة غير مسبوقة هذا العام، بإطلاق صواريخ باليستية، ومئات من قذائف المدفعية بالقرب من الحدود بين الكوريتين، مؤكدة أن سلسلة تجاربها الصاروخية في الأيام الأخيرة كانت تحاكي استهداف كوريا الجنوبية باستخدام الخيارات النووية التكتيكية.
فيما حذر مسؤولون في العاصمة الكورية الجنوبية، إن تصاعد وتيرة عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية يشير إلى أنها أقرب من أي وقت مضى لاستئناف التجارب النووية لأول مرة منذ عام 2017.
تأتى الخطوات العسكرية الكورية الشمالية، فى وقت تتهم فيه الولايات المتحدة بشكل متكرر بالإعداد للسيطرة على أراضيها من خلال مناوراتها العسكرية مع كوريا الجنوبية وهو أمر تنفيه الدولتان اللتان.. فهل تكون تسبب بيونج يانج فى ملحمة نهاية العالم؟