قرر الزعيم الكوري الشمالي تحريم النوم بأمر مفاجئ عقب استفزاز الولايات المتحدة له. فيما دفع السماح بالضربات النووية كيم إلى زلزلة شبه الجزيرة الكورية بعمليات قد تغير خريطة شبه الجزيرة الكورية.
لم يشأ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، أن يترك فرصة للجارة الجنوبية وبقية حلفاء الولايات المتحدة في شرق آسيا أن يذوقوا للنوم طعما فما بين تجربة بالمقذوفات وتدريبات عسكرية نوعية أصبح شبه الجزيرة الكورية في مواجهة مع المجهول.
التلميحات الأمريكية التي تصدر عن مسؤولين في إدارة الرئيس جوبايدن والتي تتناول الملف النووي لكوريا الشمالية، دفعت العلاقات بين الجانبين إلى مزيد من التوتر، فما أن كادت وتيرة القلق تهدأ بلقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج، حتى عاد التوتر سيرته الأولى بعد انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
وما بين عملية «صنبور بحر اليابان» والإطلاق المفاجئ كشر كيم عن أنيابه، حيث أطلق المقذوفات النوعية التي أسماها بحر اليابان، عازيا ذلك إلى أن أي تدريبات تباشرها الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية إنما هي «بروفة للغزو» في إشارة إلى أن بلاده أيضا تتعرض لتهديدات ربما يمكن احتواؤها من خلال التجارب التي يشرف عليها بين حين وآخر.
بيونج يانج من جانبها كانت قد حذرت الولايات المتحدة مرارا بأن أي تربص بملفها النووي أو تدريبات عسكرية تمس أمنها ستواجه بـ «رد عسكري أشد ضراوة» قد يطال الولايات المتحدة والحلفاء الإقليميين لها في شرق آسيا وعلى رأسهم كوريا الجنوبية.
المقذوفات الكورية الشمالية أربكت استقرار شبه الجزيرة الكورية وسط مخاوف أن تتحول كوريا الشمالية إلى مصدر توتر نووي، حيث اطلقت المقذوفات باتجاه بحر اليابان، من خلال عملية تعبوية حملت ذات الاسم.
التوتر الذي اندلع مجددا في شبه الجزيرة الكورية يتربط أيضا بتحول إطلاق المقذوفات إلى عملية دورية يديرها الزعيم الكوري الشمالي كما لو كان يمارس هواية شخصية، هذا على الرغم من التحذيرات الغربية المتتالية من احتمالية خروج الأوضاع عن السيطرة جرَّاء سياسة بيونج يانج التي يجمع القادة الغربيون على أن التوقع بشأنها أو إمكانية تحليلها أمر يدخل في عداد المستحيلات أمام القرارات المفاجئة للزعيم الكوري الشمالي.
في شهر واحد فقط تمطر كوريا الشمالية سماء المناطق المتاخمة لحدودها بسيل من المقذوفات، ولا تريد من الولايات المتحدة الأمريكية سوى شرطا واحدا لكبح جماح الغضب، وهو منح بيونج يانج حق تطوير ترسانتها النووية شأنها في ذلك شأن بقية القوى الكبرى في العالم.
تأتي المقذوفات التي حملت اسم بحر اليابان بعد أن قامت كوريا الشمالية بتعديل قوانينها في شهر سبتمبر الماضي، وذلك للسماح بتنفيذ جيشها عمليات نووية استباقية، مع إعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن وضع البلاد كقوة نووية قرار لا رجعة فيه، وهو ما أدى إلى إنهاء المفاوضات بشأن برامجه للأسلحة المحظورة.
وأمام حالة التوتر الراهنة في شبه الجزيرة الكورية لن يكون الترقب وصمت من قبل المجتمع الدولي خيارا مناسبا أمام جماح كوريا الشمالية الذي لا تكبحه الإدانات أو التلويح بالعقوبات الغربية؛ ما يستدعي الوصول إلى حل سياسي يحترم حقوق الأطراف كافة.