في ظل أزمة سياسية يعيشها العراق بشكلٍ عام، واستعداد التيار الصدري ؛ بزعامة مقتدى الصدر ، للنزول إلى الشارع مجددًا خلال الأيام المقبلة، لمنع الكتل والأحزاب السياسية من تشكيل حكومة برئاسة؛ محمد شيّاع السوداني، واحتشاد قوى الإطار التنسيقي ، الذي يجمع القوى الحليفة لـ إيران ، أنصارها لتظاهرة مضادة ضد أي احتجاج صدري مرتقب، للضغط نحو تشكيل الحكومة وفق التوافق ما بين الكتل السياسية.. كانت هناك ليلة مرت بصعوبة على أهل البصرة.. فما تفاصيلها وما الذي حدث في ظلمة الليلة في المدينة الهادئة؟
شهدت محافظة البصرة ؛ المطلة على مياه الخليج العربي ؛ جنوبي العراق ، ليالي جديدة غير مستقرة أمنيًا، خلال الأيام الماضية، شابتها أعمال متفرقة وقصف، وبينما تُكثف القوات الأمنية تواجدها في المدينة، تُثار مخاوف من انتكاسة قد تتعرض لها بسبب النزاع السياسي.
وقبل عدة أيام وعلى خلفية توترات مماثلة شهدتها المدينة، وصلت تعزيزات أمنية إضافية إلى المحافظة لدعم الأمن فيها، وتم الانتشار أمني في المناطق الحساسة وفق خطة أعدت لضبط الأمن.
إلا أن أعمال عدم الاستقرار تجددت خلال الساعات الماضية ووفقًا لمصادر نقلت عنها وكالات أنباء محلية عراقية، فإن: المدينة شهدت ليلة مرتبكة أمنيًا، إذ سجلت هجمات استهدفت القصور الرئاسية، التي تتخذ منها بعض الفصائل مقرات لها، واشتباكات متقطعة في عدد من المناطق.
كما أفادت تقارير بتعرض رجل الدين المقرب من إيران، خالد الملا ؛ لمحاولة إنهاء حياته التي نجا منها خلال تواجده بفندق وسط المدينة، وقد أمطرت غرفته حال دخوله إليها بوابل كثيف تسبب بأضرار فيها.
ولم تُصدر الحكومة المحلية أو الجهات الأمنية أي توضيح أو موقف رسمي إزاء تلك الأحداث، إلا أن مسؤولاً محليًا، أكد لوسائل إعلام عربية، أن: الوضع مرتبك للغاية في المدينة، وأن الأهالي يضطرون إلى عدم الخروج ليلاً خوفًا من حالة عدم الاستقرار، مبينًا أن: أعمال عدائية تتصاعد بعد منتصف الليل على الرغم من الانتشار الأمني المكثف، والحواجز الأمنية في التقاطعات والطرق والساحات .
وأشار إلى أن: ما يحدث في المدينة هو نزاع سياسي يُترجم على الأرض، وأن القصف والاشتباكات تحدث بين أفراد مرتبطين بـ التيار الصدري وجماعات أخرى محسوبة على الحشد الشعبي ، مشيرًا إلى أن: هناك مخاوف من اتساع دائرة عدم الاستقرار في المدينة .
وأكد أنه: من المفترض أن يصل خلال اليومين المقبلين؛ وفد أمني عالي المستوى من بغداد، لمتابعة الأحداث ووضع الحلول والخطط الناجعة للسيطرة على الوضع المرتبك .
وكانت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، قد استضافت، الأربعاء الماضي وزير الداخلية؛ عثمان الغانمي ، لمناقشة التطورات الأمنية بمحافظتي: ذي قار والبصرة ، وقالت اللجنة في بيان، إنه: تفعيلاً للدور الرقابي والتشريعي بدأت لجنة الأمن والدفاع بأول استضافة لها في الفصل التشريعي الثاني؛ وقد استضافت وزير الداخلية والوكلاء والكادر المتقدم فيها، وقد تمت مناقشة الوضع الأمني في العراق بشكل عام، والوضع الأمني في محافظتي؛ ذي قار والبصرة بشكلٍ خاص .
النائب في البرلمان السابق؛ فادي الشمري، علق على أحداث البصرة في تغريدة على تويتر قائلاً: البصرة تشتعل ويُراد لها أن تشتعل أكثر.. وسط غياب حكومي اتحادي ومحلي وأمني ، مؤكدًا: أهداف عدة وراء أحداث البصرة، أهمها ضرب المنشآت النفطية لعرقلة التصدير، وبالتالي إيقاف الإيرادات الحكومية وشل الدولة وتوقف الرواتب، وأيضًا إجهاض بطولة كأس الخليج وعائداتها الاقتصادية على المدينة .
كما يبدو أن أتباع الصدر بدأوا في الضغط على خصومه في مركز النفط بجنوب العراق، لتجريدهم من مواردهم الاقتصادية، وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، اندلعت مناوشات شبه يومية بين الصدريين وعصائب أهل الحق
لكن وسط ذلك كله ماذا كان رد فعل زعم التيار الصدري مقتدى الصدر؟
في تطور جديد أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، تجميد كل فصائله بما فيها سرايا السلام في جميع المحافظات باستثناء صلاح الدين، ووفقاً لوزير الصدر صالح محمد العراقي فإن القرار يأتي درءا للفتنة في محافظة البصرة.
فمتى تنتهي الأزمة تماما في العراق؟ وهل تستمر حالة عدم الاستقرار لما لا نهاية ؟