عاشوا حياة المليونيرات لدرجة أن من نصيب سيارته عطل كان يلقي بها ويذهب لشراء أخرى بطيارته الخاصة، فماذا حدث لهم وكيف تحولوا إلى شحاذين ، حكاية جزيرة نارو أغرب من الخيال.
ناورو هي جزيرة صغيرة لا يتعدى حجمها 21 كيلومتر مربع فقط وتعتبر ثالث أصغر دولة في العالم بعد الفاتيكان وموناكو ، تقع ناورو في المحيط الهاديء تحت خط الإستواء في منتصف الطريق تقريباً بين استراليا وهاواي، وكجزيرة لا تخلو من جغرافيا فريدة من نوعها ذات مناظر طبيعية خلابة مع هضبة خضراء مركزية وأشجار النخيل والشواطيء ذات الرمال البيضاء وبسبب جمال هذه الجزيرة تم اطلاق عليها لقب جزيرة السعادة.
يبلغ عدد سكانها 10.000 نسمة فقط وهي ثاني أصغر نسبة سكان في العالم ، المواطنون من السكان الأصليين وهم ذو بشرة بنية وأغلبهم بولنزيين ، عُرف شعب ناورو بطيبة قلوبهم وقناعتهم رغم الفقر الشديد وكان مصدر الدخل الوحيد هو الزراعة وصيد الأسماك.
رغم صغر حجم الجزيرة إلا أنها تحتوي على ثروة هائلة وكميات كبيرة من الفوسفات النقي المندثر بين طيات الهضبة الوسطى المركزية ، تم اكتشاف هذه الثروة عام 1899 عندما زار الجيولوجي الاسترالي (البرت فولر إليس )
وكدولة ضعيفة لم تستطع ناورو استخراج كنزها المكتشف حديثاً لذلك تم إبرام صفقة مع ألمانيا عام 1905 لتقوم بأعمال التعدين (التعدين هو استخراج المعادن القيمة أو أي معادن أخرى من باطن الأرض )، واستطاعت ناورو أن تصدر مئات آلاف الأطنان من الفوسفات
كان الثراء نقطة تحول كبيرة في حياة سكان الجزيرة الذين انتقلوا من الفقر إلى الغنى لدرجة أنهم لم يكونوا محتاجين إلى العمل ولم يعودوا مضطرين إلى الدفع مقابل الخدمات التي وفرتها لهم الدولة ، حيث قامت الحكومة بإلغاء ضريبة الدخل أما المنازل التي يتم بناؤها يتم استئجارها للمواطنين بمبلغ زهيد 4.30 دولار شهرياً ، ومنحت الحكومة أيضاً لكل مواطن تلفازاً كبيراً وأجهزة تكييف وأدوات كهربائية ووزعت عليهم السيارات الحديثة ، أما الخدمة الهاتفية فكانت مجانية وأيضاً قامت الدولة بجلب عاملات التنظيف الآسيويات لكل منزل، والرعاية الصحية كانت مجانية بحيث أن المريض الذي يحتاج إلى علاج لا تستطيع المستشفيتان المحليتان
أما الخدمة الهاتفية فكانت مجانية وأيضاً قامت الدولة بجلب عاملات التنظيف الآسيويات لكل منزل ، والرعاية الصحية كانت مجانية بحيث أن المريض الذي يحتاج إلى علاج لا تستطيع المستشفيتان المحليتان توفيره يتم نقله بالطائرة إلى استراليا لتلقي العلاج على نفقة الدولة.
التعليم كان ايضاً بالمجان وكان الطلاب المؤهلين والراغبين بالحصول على تعليم عال يتم نقلهم للدراسة في الجامعات الاسترالية، العائلات كانت تستأجر الطائرات الخاصة لأخذها في رحلات تسوق إلى جزر هاواي وفيجي وسنغافورة .
بحلول التسعينات ونتيجة لسنوات طويلة من التعدين المكثف انتهى الأمر بتدمير 80% من مساحة الجزيرة الصغيرة حيث تم استخراج كافة الفوسفات الموجود تقريباً
وتحولت الجزيرة إلى الفقر المدقع لدرجة أنهم لم يجدوا الكهرباء ولا ابسط وسائل العيش، وتحولت الجزيرة إلى أرض قاحلة نتيجة جرف التربة السطحية وتركت القمم المتموجة منظراً خشناً وأصبحت الأرض غير صالحة للزراعة مما دفع السكان للعودة إلى صيد الأسماك كما كان يفعل أجدادهم وإلا الموت جوعاً، وكانت الحكومة غارقة في الديون وتكافح من اجل تسديدها ، أن سوءالإدارة المالية أدى إلى انهيار الاقتصاد .