حشرجة في الصوت بعدها جحوظ في العينين وتيبس في كامل الجسد، مظاهر كلها تشير إلى شيء واحد ألا وهو خروج الروح من الجسد.
وفقًا للأبحاث العلمية فإن خروج الروح يتمثل في خروج طيف من الجسد ثم نفق مظلم يتبعه وميض هائل ثم مقابلته لموتى كان يعرفهم وشعور عام بالارتياح، مع إدراك ما يحدث في العالم الحقيقي في المحيط المتواجد به، هذا ما رآه كل من قارب على الموت أو «مات وعاد للحياة».
مات أسبوع كامل
ريموند مودي، شاب أمريكي كرس كل حياته للعلم، درس الطب وعمره 23 عامًا، حيث تربى في كنف والده، والذي كان مقاتلًا واعتاد على أن يقص عليه حكايات عن الوفيات وهو ما جعله يهتم بها أكثر من اهتمامه بالحياة
وفقًا لما ذكره «ريموند» حول قصة أحد الأطباء النفسانيين ويدعى جورج ريتشي، في ديسمبر من عام 1943، كان ريتشي بصدد التدريب مع الجيش الأمريكي قبل أن يعاني من التهاب رئوي.
تم نقله إلى المستشفى أين دب اليأس في نفوس المعالجين بسبب ارتفاع حرارته المهول فأعلنوه متوفيا.
قال ريتشي: «كنت أستمع إلى صوت الطبيب وهو يأمر بإعدادي للمشرحة وهو ما كان مرعبا لأنه كان لدي إحساس عميق بأنني ما زلت على قيد الحياة».
بل إنه يتذكر أنّه «قام» في لحظة ما صوب المعالجين ليتحدث إليهم ولكنهم أسرعوا صوبه، بعدها رأى جسده وهو من دون حياة وهو ما دفعه إلى البكاء عندما اقتنع نهائيا بأنه توفي.
يقول ريتشي: «فجأة كان أضاءت الغرفة إلى أن كما لو أنّ ملايين الشعلات قد أطفأت أنوارها من حولي، بعد ذلك بدا وكأنه طلب مني أن أقف لأنني في حضرة الربّ. إثرها رأيت كل حياتي، بكل تفاصيلها وهي تومض بما فيها ولادتي القيصرية، ثمّ سمعت صوتا يسألني ماذا فعلت بحياتك».
وبالرغم من إعلان وفاته إكلينيكياً، بدأ ريتش في استعادة عافيته شيئًا فشيئًا حتى استرد صحته من جديد، ليقسم أنه رأى «الرب» بعد موته الذي استمر لأسبوع.
وصف الجنة
كان إيبن ألكسندر من أحد التجارب التي عبرت إلى الحياة الأخرى، فبعد أن كان ممددا على سرير الإنعاش وهو يصرخ «يا إلهي ساعدني» وهو يتلوى فيما كان فريق الممرضين يحاول تثبيته في مكانه، كان الأطبعاء يعلنون لزوجته نبأ وفاته.
وبعد غيبوبة دامث لثلاثة أيام، قال ألكسندر: «كان يمكن لهذه اللحظة أن تكون الأخيرة، إلا أنها لم تكن سوى البداية».
ويقول ألكسندر عن وفاته: «لقد وجد نفسه وهو يلاحق ضوء أبيض لمّاعا وقد علاه بريق الذهب يقوده إلى «أغرب وأجمل عالم رأيته في حياتي».
أطلق ألكسندر على ذلك الشيء اسم «الجنة» ويصف رحلته تلك في كتاب أسماه «دليل على الجنة» كان أكثر المؤلفات مبيعا لمدة 27 أسبوعا.
وقال «لا تخافوا ولو بقدر ضئيل…إنّه مجرد انتقال، وليست نهاية لأي شيء. سنكون مع أحبتنا من جديد».
نفق مظلم
في العام 2013، أجرت الدكتورة بيني سارتوري باحثة في تجارب الاقتراب من الموت، لقاء مع الشرطي «ستيف جيتنز» في بريطانيا، زعم أنه توفي ورأى الحياة بعد الموت ثم عاد.
وقال الشرطي البريطاني للطبيبة إنه تعرض لإطلاق نار من قبل لصوص أثناء توقيفهم للاشتباه بهم، مضيفًا: «في جزء من الثانية بعد الطلقة شعرت بأني أسقط في نفق وكل شيء حدث بسرعة وخارج عن السيطرة لكني لم أشعر بالرعب وفي نهاية النفق كانت هناك سماء زرقاء صافية وساحل رملي جميل وكان يقف هناك والدي ووالدتي وهما يرتديان الأبيض لقد توفيت والدتي قبل والدي بستة أشهر الذي توفى قبل 7 سنوات. يضيف «ستيف».
وشعرت بأني أسحب نحوهم وهما يتحركان باتجاهي. وفجأة توقفت تماما وأخذ والدي يلوح لي وقال: إنه ليس وقتك يا ولدي، وبدا وكأنه لا يتحدث بل كان الأمر وكأنه أشبه بالتخاطر شعرت بأني أرغب بالبقاء لأنه مكان هادئ وتسوده الطمأنينة.
وفي غضون ثوان شعر «ستيف» أنه قد سحب بسرعة فائقة وبشكل ارتجاعي عبر النفق بعدها سمع أصوات بعض زملائه في المحطة وفجأة وجد نفسه ثانية عند السيارة حيث يحيط به الشرطة واللصوص الذين ألقى القبض عليهم.
علامات الموت
وفقًا لما ذكره الدكتور ريموند مودي، لقد لاحظ قاسما مشتركا يجمع كل تلك القصص: السفر عبر نفق ثم تحية أفراد العائلة والاصدقاء المتوفين من قبل ثم مواجهة هالة ضوئية تعطيهم شريطا مفصلا لحياتهم ثم تسألهم عمّا إذا قضوا تلك الحياة في محبة الآخرين.
وقرر الطبيب الأمريكي جمع هذه القصص، وأطلق عليها اسم «تجارب مشارفة الموت» ونشر كتابا حولها عام 1977 اسماه «حياة بعد حياة» باع منه 13 مليون نسخة.
الآن يعمل مودي محللا نفسانيا يطلق على نفسه اسم «رائد الفضاء العميق» ويعد أب ظاهرة تجارب مشارفة الموت.