هي قضية انتصار للتقاليد العربية والإسلامية فى مواجهة غطرسة الدول الأوروبية، وأن ثقافتهم يجب أن تسود فى كل مكان.. قضية انتصرت فيها قطر لثقافتها وتقاليدها أمام أنصار مجتمع “الميم” خاضت فيها معارك شرسة وتعرضت لحملات لم تتعرض لها مثيلاتها من الدول إلا أنها كانت الصخرة الثابتة أمام إعصار مزلزل، ماذا صنعت قطر؟
تراجعت سبعة منتخبات أوروبية مشاركة في مونديال قطر 2022 عن قرارها بارتداء قادتها شارة الألوان خلال مباريات كأس العالم، وجاء قرار المنتخبات التي قالت إنها تشعر بالإحباط، بناء على تحذير من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الذي لوح بفرض عقوبات صارمة على اللاعبين في حال خُرقت لوائحه.
ولكن لكل ذلك قصة ملهمة، ومعركة قوية خاضتها دولة قطر على مدى أشهر طويلة ضد أكبر الاتحادات الأوروبية.
البداية مع إعلان قطر الممنوعات والمحظورات فى كأس العالم قطر 2022، حيث رفضت كل ما هو يروج للأعلام الملونة ومجتمع الميم، أو ما يعبر عنها داخل الملعب أو رفع الشعارات داخل الاستادات.
مما آثار غضب الاتحادات الأوروبية على هذا القرار فى ظل سعى اتحادات الكرة فى القارة العجوز لرفع شعارات مجتمع “الميم”، خلال المباريات فى كأس العالم.
وعلى ذلك تعرضت الدوحة لانتقادات كبيرة على المستوى الرسمى للاتحادات والمنتخبات وعلى مستوى اللاعبين مثل الألماني توني كروس والمدرب الهولندي لويس فان خال والمدرب الإنجليزي غاريث ساوثجيت.
إلا أن قطر أعلنت تمسكها بثقافتها وقواعد الدين وأن الجميع مرحب به فى الدوحة، بشرط أن يحترم ثقافة المجتمع القطرى.
وقد قال الرئيس التنفيذي لمونديال قطر 2022، ناصر الخاطر: “قطر دولة مضيافة لكن في نفس الوقت قطر دولة محافظة لكن نحن نحترم عادات وتقاليد الشعوب وسنوفر لهم سبل الراحة وستكون هذه المشروبات “الكحولية” موجودة في أماكن مخصصة لهذه الأغراض”.
وأردف الخاطر بشان مجتمع “الميم”، مجددا قطر دولة مضيافة لكن لدينا عاداتنا وتقاليدنا مثل ما ستحترم قطر عادات وتقاليد الضيوف من الدول المختلفة أيضا نحن نعتقد أن من واجب الضيوف والزوار أثناء كأس العالم احترام عاداتنا وتقاليدنا في المنطقة”.
وأكد سفير بطولة كأس العالم خالد سلمان، أن المشكلة هنا تكمن في “الأطفال الذي سيتعلمون أشياء غير جيدة عندما يرون أصحاب مجتمع “الميم”، كما أن أفعال مجتمع “الميم”، حرام في الإسلام بل اعتبرها أيضا “خللا عقليا”.
يذكر أن ثقافة الألوان الخاصة بمجتمع “الميم”، ممنوعة قانونيا في قطر ويتم المعاقبة عليها بسبعة أعوام سجنا. لكن المسؤولين عن تنظيم المونديال وأيضا الاتحاد الدولي لكرة القدم أكدوا مرارا بأن الجميع مرحب بهم في قطر، بما في ذلك أصحاب مجتمع “الميم”.
وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اعتبر في خطاب سابق أن قطر تعرضت لحملة كبيرة غير مسبوقة منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم لم يتعرض لها أي بلد مضيف.
وأكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن بلاده لن تمنع أحدا من الحضور لمشاهدة كأس العالم 2022 لكنه طالب جميع القادمين باحترام ثقافة الشعب القطري.
وأضاف أمير قطر قائلا: “ونؤكد أننا لن نمنع أي شخص من القدوم إلى بلدنا والاستمتاع بكرة القدم، ونتوقع من الجميع احترام ثقافتنا”.
ومن جانبه أكد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ترحيبه بمجتمع “الميم” في دولة قطر، البلد المستضيف لـ كأس العالم 2022، مؤكدًا أن الجميع مرحب به في قطر أثناء كأس العالم حتى مجتمع “الميم”، وحكومة البلد المستضيف ملتزمة بهذا”.
إلا أنه على الرغم من ذلك منع الاتحاد الدولى لكرة القدم قادة المنتخبات من ارتداء شارة مجتمع الميم، مؤكدًا أنه سيفرض عقوبات رياضية إذا ارتدى قادة المنتخبات الشارات في الملعب، حيث سيحصل قائد المنتخب الذى سيرتدى هذا الشعار على كارت أصفر.
كما منعت السلطات المنظمة، للمباريات الجماهير من الدخول إلى أرض الملعب بشعارات الألوان التى تعبر عن مجتمع “الميم”، لتنتصر دولة قطر لثقافتها ومعاييرها على الثقافات الأوروبية.
على الرغم من انطلاق كأس العالم إلا أن الحملات التى تستهدف قطر وسياستها مازالت مستمرة، في الوقت الذي تقف فيه الدوحة كالصخرة فى مواجهة غطرسة الغرب.. ما رأيك فى موقف قطر؟