لا أحد ينام في بلاد عمر المختار، فبعد أشهر طويلة من الاعداد لعملية سياسية ضخمة من خلال لجنة 6+6 المشكلة من البرلمان الليبي لدفع البلاد المقسمة بين شرق وغرب، منذ عام 2011، إلى عملية انتخابية برلمانية ورئاسية، جاءت بنغازي لتكون رقم صعب في المعادلة على الأراضي الليبية، أيام طويلة من قطع الإنترنت والاتصالات، ومواجهات في الأحياء، وبيانات دولية تدين ما يحدث في الخفاء والظل بعيدًا عن الأعين ووسط تعتيم إعلامي.. ماذا يحدث في بنغازي؟
على مدار الأيام الماضية تشهد مدينة بنغازي الليبية، أحداثا عصيبة، في الظلام وسط تعتيم إعلامي بعد قطع الاتصالات عن المدينة، إثر مواجهات بين أحياء المدينة، بدأت المواجهات بين الجيش الوطني الليبي وجماعات أخرى في مدينة بنغازي شرق البلاد مساء الجمعة.
في وقت كان من المتوقع أن تنتهي تلك المواجهات خلال ساعات بسيطة إلا أنه يبدو أن تلك المواجهات مازالت مستمرة، كما أن شبكة الاتصالات مازالت مقطوعة عن سكان المدينة، لاستمرار العمليات التي يجريها الجيش الوطني الليبي.
وأكدت مصادر أهلية وأمنية متطابقة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن المواجهات، انطلقت في منطقة السلماني، بين عناصر للجيش ومرافقين للمهدي البرغثي وزير الدفاع بحكومة «الوفاق الوطني» السابقة الذي عاد للمدينة بعد غياب سبع سنوات.
وتطارد عناصر الجيش، وزير الدفاع السابق لتورطه في عمليات سابقة استهدفت قاعدة براك الشاطئ الجوية قبل سنوات، كما يتهمه الجيش بتورطه بعلاقات بعدد من الجماعات بعد انشقاقه عن «الجيش الوطني» وانضم للاتفاق السياسي، وتولى حقيبة الدفاع في حكومة «الوفاق الوطني» برئاسة فائز السراج.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط”، كشف بيان منسوب لقبيلة “البراغثة”، التي ينتمي إليها وزير الدفاع المطارد، وقوفها إلى جانبه، ودعت مَن وصفتهم بـ”حلفائها التاريخيين” ببرقة للتدخل.
على ذلك، أكدت التقارير الصحفية الصادرة عن المدينة التي تعيش تعتيم إعلامي كبير أن الجيش نشر عناصره في مداخل المدينة، في عملية استراتيجية لقطع الطريق أمام المجموعة المصاحبة للوزير المطارد حال محاولتها الهرب أو دخول دعم لها.
ويبدو أن التعتيم الإعلامي لما يحدث في بنغازي قد جذب انتباه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي أصدرت بيان رسمي، أعلنت فيه قلقها إزاء المواجهات في مدينة بنغازي واستمرار انقطاع الاتصالات عنها، مطالبة السلطات في شرق ليبيا بالتدخل وعودة الاتصالات كحق من حقوق الإنسان، حيث تمثل شريان حياة للمدنيين الواقعين في مناطق المواجهات المستمرة حتى الآن.
وكما جذبت الأحداث في ثاني أكبر المدن الليبية، انتباه البعثة الأممية، طالب أيضا رئيس حكومة الوحدة في الغرب، عبدالحميد الدبيبة النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور بالتحقيق في أحداث بنغازي، مؤكدًا أن مدينة بنغازي تشهد منذ ثلاثة أيام أحداثا استثنائية، والتقارير تقول إن هناك مواجهات داخل أحد الأحياء علاوة على قطع متعمد لشبكات الاتصالات.
ولفت إلى أن الدبيبة إلى أن ذلك الوضع جعل ثاني أكبر المدن الليبية معزولة تماما عن العالم.. فهل تكون بنغازي معامل جديد داخل المعادلة الصعبة بليبيا؟