إذا كنت ممن شاهدوا هذا المشهد في السماء فلا داعي للقلق هذه ليست أطباق طائرة أو تحرك من الكائنات الفضائية ضد كوكبنا، إنها أقمار ستار لينك الصناعية الخاصة بإيلون ماسك.
ظاهرة غريبة لأول مرة تقريبًا تبدو كطابور منظم، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا مجموعة من الصور لهذه الأجسام المضيئة والتي ظهرت تسير في مسار واحد وسرعة منتظمة في سماء البلاد، حيث أثارت جدلا عن حقيقتها.
واختلف البعض حول حقيقة هذه الأجسام، فالبعض توقع أنه قصف عسكري والبعض الآخر تحدث عن مجموعة نيازك. ومع زيادة الحديث عن الواقعة، حسم المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء طبيعة، الأجسام التي شوهدت في سماء ليبيا.
إن هذه الأجسام هي عبارة عن أقمار اصطناعية لمشروع “ستار لينك” التابع إلى شركة “سبيس أكس” التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، وهي إحدى المجموعات التي تم إطلاقها قبل يومين بعدد 34 قمرا صناعيا.
وأكد البيان أنه تم إطلاقها على مدار منخفض من الأرض لذلك رآها المواطنون بسهولة ويسر. وأوضحت أن المشروع بدأ العام الماضي، وتم فيه نشر أقمار اصطناعية صغيرة لتغطية الكرة الأرضية بخدمات النطاق والإنترنت الفضائي بأسعار زهيدة.
وأشارت إلى أنه سيتم تكرار الواقعة كثيرا الأيام القادمة، حيث إن الشركة تخطط لإطلاق أكثر من 12 ألف قمر اصطناعي على مدار عشر سنوات.
ورغم تأكيد المركز الليبي للاستشعار أن الأجسام التي شوهدت ما هي إلا أقمار اصطناعية، فإن بعض الميليشيات اتهمت أخرى معادية لها أن ما شوهد كانت طائرات مسيرة وهدفها تصوير مواقعهم تحسبًا لهجوم جديد.
وتعيش العاصمة الليبية حالة من التوتر بعد اشتباكات الشهر الماضي. ويعتبر مشروع “ستار لينك” الفضائي بمثابة نظام إنترنت فائق السرعة تبناه الملياردير ماسك، ويعتمد على الأقمار الاصطناعية لتوفير الوصول إلى خدمة الإنترنت في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية حول العالم.
وعن طريق شبكة هائلة من الأقمار الاصطناعية سيتم تقديم خدمات الإنترنت الفضائي، تغطي كوكب الأرض. والشركة بصدد صناعة 10 آلاف قمر اصطناعي سيتم توزيعها على كل قارات العالم، وسيكون التوزيع بأسعار رخيصة للغاية، حيث تم إطلاق حتى اللحظة نحو 3000 قمر اصطناعي في أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا.