في دير للراهبات في ليلة شتوية ممطرة، استيقظت شابة راهبة مذعورة تشعر بالخوف الشديد تحمل في يدها رسالة على ورق لونه بني ثقيل، كانت يداها ترتجف وهي تعطيها للراهبة زميلتها، التي أخذت منها الورقة وقالت ما هذه اللغة غير المفهومة، نظرت لها ماريا الراهبة الصغيرة وقالت إنها رسالة ارغمني الشيطان على كتابتها !
لتبدأ قصة لغز ظل مريبا طوال ثلاثة قرون لا أحد يعرف حقيقته حتى تم حل لغز رسالة الشيطان، ما حكاية هذا اللغز وما سر الرسالة وما الذي داخلها ؟ سأحكي لكم في التالي:
تبدأ حكايتنا في القرن السابع عشر حين قدمت راهبة للكنيسة في إيطاليا، رسالة زعمت أن الشيطان أجبرها على كتابتها. آنذاك صدقها الجميع ولم يستطع أحد فهم الطلاسم المكتوبة فيها.
واليوم بعد 340 عاما، نجح مجموعة من العلماء الإيطاليين في فك طلاسم الرسالة الغامضة باستخدام برنامج لكسر الشيفره من خلال الإنترنت،
وأكد الفريق أن الرسالة تحتوي عبارات كفر بالله وإلحاد وأن اليقين هو الشيطان والعياذ بالله، يُعتقد أن الشيطان استخدم يدي الراهبة لكتابتها. وكانت راهبة تدعى ماريا كروسيفيسا ديلا كونسيزيون كتبت الرسالة عام 1676
وقالت إن الشيطان كتبها، وكانت ماريا تبلغ من العمر خمسة عشر عاما، عندما أخبرت الراهبات في أحد الأيام أنها استيقظت واكتشفت تلك الرسالة اللغز .
وأدركت ماريا أنها هي التي كتبت الرسالة، لكنها لم تتذكر كيف ولماذا، ثم قررت أن تقول أن الشيطان قد دخل في جسدها أثناء نومها.
وزعمت ماريا أن الشيطان تملّكها وأجبرها على كتابة رسالة غامضة، وصدقتها الراهبات الأخريات وتم عرض الرسالة على الكنيسة على أمل أن يأتي من يترجم تلك الرسالة.
واستطاعت الراهبة ماريا أن تبرع في علم اللغويات خلال السنوات التي قضتها في الدير، إذ يعتقد العلماء أن هذه الرسالة قد كُتبت في الحقيقة بلغة من تأليفها ، مجموعة مختلطة من حروف اللغات التي درستها.
ومن خلال التعرف على الحروف الواردة في الرسالة من خلال مقارنتها بحروف تلك اللغات التي من المحتمل أن تكون الراهبة ماريا قد درستها، استطاع العلماء التوصل إلى معنى منطقي لهذه الكلمات.
واستطاع فريق البحث ترجمة 15 سطراً من الرسالة، واكتشفوا أنها تتحدث عن العلاقة بين الإنسان والرب والشيطان، ويشير محتواها إلى عدم اقتناع الراهبة بوجود الرب.
وأشار العلماء إلى أن الرسالة عشوائية، وغير متسقة، وتفتقد إلى تكوين معنى شامل. وهو ما يدعم النظرية التي يتبناها العلماء المعاصرون، وهي أن الراهبة ماريا عانت من الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، وليس ما كانت تعتقد هي بإصابتها “بمس شيطاني”
حيث صرح دانييل أباتا مدير مركز علوم لودوم : “استخدمنا برامج أجهزة المخابرات لفك الشفرات، واستعنا بها في تلك الرسالة لفك اليونانية القديمة، العربية، الأبجدية الرونية، واللاتينية وتبين فعلا أنها رسالة شيطانية”. التفسير العلمي أن الراهبة عانت من الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب وتهيأ لها أن الشيطان يتلبسها.
ليبقى أمر هذه الرسالة الغريب والعجيب من أكثر الأشياء المخيفة التي ظلت غير مفهومة حتى بعد فك شفراتها.