لا تخرجوا من بيوتكم، فما ينتظركم بعد الخطوات الأولى أمرا صادما، بحبس الأنفاس ويجمد الأبصار، وان فتحتم النوافذ لن تجدوا سوى اللون الأبيض يكسوا الأرض وما عليها، لا شجر ولا حجر ولابشر.
مدينة روسية إن رأيتموها تحسبونها من عام آخر، لا علاقه لها بالأرض إطلاقا، فما تمر به لا يحدث خارج شاشات السينما، ما يعشه مواطنوها من أيام حرجة لا يتخيله أحد…وكأنهم جاءوا من مكان غير الأرض وسكنوها..فما القصة.
هناك في جزيرة ساخالين بالشرق الأقص الروسي، وقع ما لم يخطر على بال أحد، وبين عشية وضحاها تبدل كل شيء وتغيرت الحياة بالجزيرة، وأضحت مأنها جزيرة منسية لا حياة فيها، لا شمس ولا قمر ولا تربة ولا شجرة، ابحث كيفما تشاء فلن تجد سوى الثلوج البيضاء في كل مكان.
هذا هو الحال الجديد للجزيرة والتي كانت قبل أيام جزيرة طبيعية يمارس سكانها الحياة بشكل عادي قبل أن يحرم عليهم الخروج من المنازل، أو أن تطـأ أقدامهم الشوارع.
كل شيء تجمد في غضون ساعات، ورواد مواقع التواصل الإجتماعي باتوا يوثقون كل شيء،سياراتهم المتجمدة وأبواب منازلهم اليت غطتها الثلوج، وأطعمتهم التي أصبحت كالحجر بفعل البرودة غير المعهودة..كل شيء أصبح صلبا كالثلج، وكأن حدثا غريبا يحدث بجزيرتهم، لا يفهمونه ولا يقدرون على تفسيره..فكل شيء تغير من حولهم فجأة ولا يملكون حلا لما أصاب مدينتهم.
جراء ما حدث للجزيرة أعلنت السلطات إغلاق المدارس في المناطق الجنوبية للجزيرة والتحول للتعليم عن بعد خوفا من خروج الأطفال إلى شواره المدينة التي أصبحت جميعها مغطى بالثلوج، وإلغاء عشرات الرحلات الجوية جراء العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد مؤخرا.
وتم إعلان حالة الطوارئ في مقاطعة ساخالين اليوم الأربعاء بسبب الثلوج الكثيفة التي غطت المنطقة منذ أمس الثلاثاء، وأعلنت الطوارئ حالة التأهب يومي 24 و25 يناير في 10 بلديات جنوب ساخالين، فيما تأخرت 33 رحلة جوية داخلية ودولية في مطار ساخالين، وتم تأجيل 20 منها حتى الخميس، كما تم الحد من حركة وسائل النقل على 8 طرق سريعة، حتى لا تقع أي حوادث لا يمكن السيطرة عليها.
وذكر التلفزيون الحكومي الروسي أن كمية الأمطار التي هطلت على مدى شهر، سقطت في غضون ساعات قليلة بمدينة يوجنو ساخالينسك. وبسبب سوء الأحوال الجوية اضطرت السلطات إلى إغلاق المعبر البحري الذي تجتازه عادة العبارات بين جزيرة سخالين والبر الرئيسي.
وحسب السكان، فإن الرؤية على الطرقات تزداد سوءا وقيادة السيارات قد تشكل خطرا، لذلك دعت السلطات المواطنين إلى البقاء في بيوتهم وعدم التنقل. وكإجراء إحترازي، تمّ اختصار يوم العمل حتى فترة الظهر كي يتمكن العمال من العودة إلى بيوتهم خلال فترة الغداء بسبب الظروف الجوية التي أعلقت الطرقات وسدت مداخل المنازل، حتى أن بعض السكان اضطروا لحفر أنفاق يصل طولها إلى 15 مترا، للخروج فقط إلى الشارع.
وقامت السلطات المحلية بنشر كاسحات الثلوج لفكّ الطرقات وتنظيفها من الثلوج التي تسببت في إغلاقها، وبحسب هيئة الأرصاد الجوية، فسوف يستمر تساقط الثلوج والعواصف الثلجية خلال اليومين المقبلين، ثم سينتقل الإعصار إلى الجزء الشمالي من جزر الكوريل.